الأربعاء 2020/08/19

“رح نمحي كل شي اسمو عرب”.. شهادات معتقلين عن التعذيب في سجون “قسد”

شكّل ملف تعذيب المعتقلين إحدى أبرز القضايا في الثورة السورية، ورغم أن نظام الأسد يعد الجهة الأكثر ضلوعاً في عمليات التعذيب، الا أن السجون التابعة لميليشيا «قسد» باتت تتعرض للكثير من الانتقادات بسبب انتشار سياسات التعذيب على نطاق واسع.

ونقل موقع "القدس العربي" عن بعض المعتقلين الخارجين من سجون قسد تفاصيل جديدة عن الشتائم العنصرية وسياسة الاضطهاد التي يتعرضون لها .

يروي محمود .ك – وهو أحد المعتقلين السابقين لدى ميليشيات «قسد» في سجن بلدة (الكسرة) في ريف دير الزور سيئ الصيت والمعروف باسم (صيدنايا قسد) وذلك بسبب عمليات التعذيب التي تتم داخله تفاصيل ما تعرض له من التعذيب خلال اعتقاله في سجون قسد، ويقول: «أمضيت نحو 4 أشهر داخل السجن المذكور، ذقت خلالها شتى أنواع التعذيب من قبل الميليشيات التي كانت تنتهج نهج أسلوب نظام أسد في التعذيب، كان هناك كل شيء في الداخل (سلاسل وسكاكين وسياط وأسلاك كهرباء) ويركز السجانون خلال التعذيب على تعابير لطالما تطلقها على المعتقلين (العرب) وهي (الدعشنة) أو الانتماء لتنظيم الدولة».

وقال خليل. أ وهو ناشط من السكان السابقين في بلدة جزرة الميلاج شمال دير الزور لـ «القدس العربي» إن الذراع الأمنية لميليشيا «قسد» على وجه الخصوص المعروفة باسم (الأسايش) حاولت مراراً وتكراراً التحريض ضد العرب بل وتوجيه كل صفة سيئة أو جريمة تحصل في المنطقة إليهم، أما التهمة الأبرز فهي محاولة إقناع (الوسط الكردي) بأن (العرب دواعش) أو أنهم دعموا تنظيم الدولة وأمنوا له الحاضنة.

ويتابع خليل : «حسب شهادات العديد من المعتقلين، فإن عمليات الاعتقال كانت تتم بدافع عنصري بحت، والدليل على ذلك هو تطابق شهادات العديد من المعتقلين حول التهم الموجهة إليهم أو التهديدات التي تلقوها في السجون، حيث كانت جميع الروايات تتطابق حول التهديدات الموجهة للعرب من قبل سجاني قسد كـ(عربي إرهابي) أو (رح نمحي كل شي إسمو عرب».

أما عادل.ن – وهو أحد المعتقلين السابقين أيضاً لدى ميليشيا قسد في سجن مدينة الصور في ريف دير الزور – فقد روى في حديث لـ «القدس العربي»، قصة اعتقاله على يد ميليشيا «قسد» قائلاً: «تم اعتقالي بتهمة التعامل مع تنظيم الدولة «داعش» وتسهيل مرور مقاتلي خلاياه إلى أراضي «قسد» والقرى التي تسيطر عليها في ريف محافظة الحسكة وللعلم هذه التهمة لا يتم توجيهها إلا للعرب فقط رغم وجود العديد من المكونات الأخرى في أماكن سيطرة الميليشيات كالتركمان والسريان والآشوريين والكرد وغيرهم».

وأضاف: «رغم أنني أعمل في مجال تجارة مواد البناء ولا علاقة لي بأي طرف، إلا أن التهمة كانت جاهزة لي لعدة أسباب أولها أني عربي وثانيها هو رغبة أحد قادة الميليشيات بمناصفتي في تجارتي ورفضي لذلك، حيث تم اقتيادي من محلي الكائن في مدينة الشدادي في اتجاه سجن الصور، حيث تم تجريدي من كافة ما أحمله من مقتنيات ونقود من بينها هاتف محمول وساعة يد ومبلغ 100 ألف ليرة سورية، ومن ثم تم وضعي في غرفة فارغة بها كرسي واحد وطاولة قبل أن يأتي أحد المحققين ليتلو علي سيلاً من التهم ربما لو كانت حقيقية لاستحقيت الإعدام عليها فعلاً».

وتابع «خلال فترة سجني التي امتدت لنحو 7 أشهر و11 يوماً بالضبط ذقت خلالها شتى أنواع التعذيب لاسيما وأني عربي، حيث كان الجلادون هناك وفي كل مرة يخرجوني للتحقيق يقومون بجلدي بواسطة كابلات كهربائية مع سيل من الشتائم والعبارات العنصرية كـ (العرب خونة… العرب كلاب) و(هون موطن أكراد أنتو برا) إضافة لشتمهم الذات الإلهية والنبي محمد (ص) لأنه عربي».

وكشفت مصادر إعلامية، عن قيام ميليشيا قسد وخلال الفترة الماضية، بإنشاء سجن غير معلن، تزج بداخله المعتقلين الجدد، وتمارس فيه شتى أنواع التعذيب بعيداً عن أي رقابة أو مساءلة، وقد تبين أن هذا السجن يقع في بلدة (الشدادي) ويتخذ مقراً له من هنكارات عائدة لشركة نفط صينية، انسحبت من المنطقة في سنة 2011 حيث أن المستودعات في هذه الشركة التي كانت تستخدم لتخزين المعدات والآليات النفطية، تحولت لـ (عنابر للسجناء) حيث يعرف السجن باسم (الكم الصيني).

كما وثق ناشطون خلال اليومين الماضيين تصفية «قسد» للعديد من المعتقلين لديها وجميعهم من العرب، وقد كان آخرهم خليل محمد الياسين الذي تم اعتقاله من بلدة حوايج الذياب قبل 7 أشهر، والتي نزح إليها بعد سيطرة قوات النظام على بلدته (عياش) حيث تم تسليم جثته لذويه، بعد أن فارق الحياة وعليها آثار التعذيب والحرق عقب اعتقاله داخل سجن الكسرة بعد توجيه العديد من الاتهامات له، من بينها الانتماء لتنظيم الدولة.