الأربعاء 2015/11/04

رئيس الائتلاف الوطني السوري : نريد من أصدقاء سورية تأمين بيئة أمنة وتمكين الجيش الحر من تأمينها

دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض، خالد خوجة، الدول التي اجتمعت بفيينا، والأخرى "الصديقة"، إلى العمل على وقف القصف الذي يشنه كل من طيران نظام بشار الأسد، والطيران الروسي، واصفاً تدخل موسكو العسكري في بلاده بأنه "احتلال روسي إيراني مزدوج".

وقال خوجة إن استطاعت هذه الدول أن توفر وقف القصف على المناطق الآمنة، كان بها، وإن لم تستطع يجب أن تعمل على توفير البيئة الآمنة للسوريين في تلك المناطق والأخرى غير المحررة، عبر إمداد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات، تمكنها من توفير هذه البيئة".

وأضاف: "أصبح الجميع يعرف منذ بداية استخدام النظام لسلاح الجو، أنه هو الذي يذكي حالة الفوضى، ويُشعل فتيل الحرب في المناطق الخارجة عن سيطرته، عبر الصواريخ والبراميل المُتفجّرة، ولكي نعمل على توفير بيئة الاستقرار، يجب أن يكون هناك ما يمنع هذه الطائرات من قصف المدنيين".

وتابع: "المُعادلة واضحة، لذلك ما نُريده من الأصدقاء ومن الأشقاء، إما أن يوفروا البيئة الآمنة، أو يُمكنوا الجيش السوري الحر من توفير ذلك".

وعن التدخل العسكري الروسي في سوريا، والذي بدأ في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، رأى خوجة أنه "جاء لصالح تنظيم داعش وليس ضده".

وفي هذا الصدد أردف قائلاً: "المناطق التي قصفها الطيران الروسي، هي مناطق المعارضة في محافظات حلب وإدلب (شمال)، وحمص(وسط)، وهي مناطق سكنية، وتتواجد فيها البيئة الحاضنة للجيش الحر، والخسائر كانت من بين المدنيين، فضلاً عن سقوط مدنيين آخرين في مناطق بالرقة(شمال)".

ومضى بقوله: "تم قصف الرقة ولكن لا توجد هناك خسائر في صفوف داعش، بل هناك تقدم للتنظيم في كل من حلب، وريف حمص، وبمساعدة وحدات الحماية الكردية".

واستطرد: "حالياً باتت حلب محاصرة من ثلاث جهات، من قبل داعش، والنظام، والوحدات الكردية التي فتحت المجال للنظام لكي يكمل محاصرة المدينة".

وفي هذا السياق، أشار رئيس الائتلاف السوري إلى أن "حصار مدينة حلب، متوافق عليه من قبل هذه الجهات الثلاث"، معتبراً أن التدخل الروسي جاء "لتدعيم هذه الجهات، ولتفكيك قوى الجيش الحر، والقوى المعتدلة".

ولفت إلى أنه منذ بدء التدخل العسكري الروسي، وصل عدد القتلى في سوريا إلى ما يقرب من 1800 قتيل، فيما نزح 250 ألفا من المدنيين من مناطقهم، وتم استهداف أكثر من 12 مستشفى كان آخرها في مدينة دوما(ريف دمشق)، فضلاً عن استهداف مشافٍ ميدانية في إدلب، وحلب، وحمص، معرباً عن رأيه أن القصف الروسي "لا يقل بشاعةً عن ما يرتكبه النظام من جرائم".

وفي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، بدأ الطيران الحربي الروسي، بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، حيث تقول موسكو إن هذا التدخل "يستهدف مراكز تنظيم داعش"، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم المتطرف فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.

وماضياً في تعليقه على التدخل العسكري الروسي في بلاده، قال رئيس الائتلاف السوري: "مجرد دخول الآلة العسكرية الروسية إلى سوريا، اعتبرناها(الائتلاف) قوة احتلال، ولنا الأحقية بمقاومته، والتحول إلى حركة تحرير وطنية ضد هذا الاحتلال، مع الفصائل العسكرية على الأرض، حيث أننا نواجه احتلالاً إيرانياً روسياً مزدوجاً".

وأضاف "انهيار النظام(الأسد) بعد عام 2012، جعل الإيرانيين متواجدين بقوة عسكرية على الأرض، ولكن على مدى سنتين ازداد انهيار النظام، ولم يستطع الإيرانيون كقوة إقليمية إسناده، فأتت روسيا كقوة مكمّلة للاحتلال الإيراني".

وفيما يتعلق باجتماعات فيينا التي جرت الأسبوع الماضي، بمشاركة دول فاعلة في الأزمة السورية، قال إنها "اجتماعات غير سورية، فالدول التي اجتمعت هي المهتمة بالأزمة، ولكن ما يهمنا هنا هو أن تخرج هذه الدول بنتائج تؤدي إلى وقف القصف على الشعب السوري، وأن تمهد للعملية الانتقالية".

وتابع: "ما تمخض عن ذلك الاجتماع هو اتفاق على تفاصيل، والموضوع الجوهري الأساسي هو رحيل الأسد، وهو السبب الأساسي لما يجري في سوريا من قتل وتهجير وتطرف، وتوفير بيئة ملائمة للمجموعات العابرة للحدود".

وعن مشاركة إيران في مفاوضات فيينا، قال إن "مشاركتها بالنسبة لنا، ليست إيجابية، فهي منذ البداية تقف إلى جانب النظام في قصف وقتل المدنيين، وهي لا تقل خطراً عن داعش".

وشارك في اجتماع فيينا الذي عُقد يوم 30 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وزراء خارجية ١٧ دولة، بينها الولايات المتحدة، وروسيا، وتركيا والسعودية، وإيران التي انضمت للمرة الأولى لاجتماع دولي من هذا القبيل، دون أن يتم الإعلان عن التوصل لنتائج ملموسة، مع استمرار وجود الخلافات حول مصير الأسد.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك تواصل مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، أوضح رئيس الائتلاف السوري، أن هذا التواصل ما زال موجوداً "في إطار السعي نحو أطر الحل السياسي".

وفيما يتعلق برؤيته للمرحلة المقبلة، أعرب خوجة عن اعتقاده أنها "ستشهد مزيداً من التنسيق من الدول الداعمة لهم (الائتلاف)"، قائلاً: "هناك مواقف واضحة من دول صديقة وشقيقة للشعب السوري، وواضح جداً أن الموازين على الأرض بعد التدخل الروسي، لم تعد تعمل لصالح النظام، لذلك ما يعمل الروس على كسبه على الأرض وتمهيد الطريق للنظام لأن يسيطر عليه، يخسره النظام بعد يومين أو ثلاثة".

وفي هذا الصدد، أضاف "زيادة الدعم من قبل الدول الصديقة والشقيقة، أثّر في تغيير الموازين، حيث أن هناك أكثر من سبعين دبابة خسرها النظام بسبب وجود صواريخ مضادة للدبابات، المرحلة القادمة تحتاج لمثل هذه الصواريخ، لتوفير البيئة الآمنة".

وعلى صعيد الانتخابات التركية البرلمانية الأخيرة، ومدى تأثيرها على المشهد السوري، قال خوجة إنه "منذ بداية العام 2011، والمنطقة تشهد حالة من الفوضى بسبب عدم تمكين الشعوب من مطالبها في الحرية، وقيام الثورات المضادة، واستمرار هذه الفوضى أثّر على تركيا في المجموعات الإرهابية مثل PKK، والتي وجدت بيئة مهمة جداً من قبل فرعها في سوريا PYD".

واعتبر أن نتائج هذه الانتخابات والتي أظهرت تحقيق حزب "العدالة والتنمية" فوزاً كبيراً بحسب النتائج الأولية غير الرسمية، "لا تحقق الاستقرار لتركيا فقط، بل للمنطقة بأكملها"، مشيراً إلى أن السوريين "شعروا بارتياح إزاء هذه النتائج".

وتابع: "تركيا اليوم ربما هي الداعم الوحيد الذي تحمّل العبء الأكبر للثورة السورية، سواء من قبل المساعدة الإنسانية أو الدعم السياسي أو توفير الخدمات للسوريين المقيمين على أراضيها".

ورأى أنه بعد نتيجة الانتخابات والتوجه نحو الاستقرار "سيزداد الدعم التركي للثورة السورية، وسيزيد التنسيق بين تركيا وباقي الدول الشقيقة التي تدعم الشعب السوري".