السبت 2020/05/23

ذا هيل: الغارات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية بسوريا لن تستمر بدون تداعيات أو تصعيد قد يؤدي إلى حرب

زادت غارات كيان الاحتلال الإسرائيلي على الأهداف الإيرانية في سوريا في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، وقد أمتدت هذه الأهداف من حلب في الشمال إلى الحدود العراقية في الجنوب والشرق، على مسافة حوالي 310 أميال.

وكعادتها، لم تعلن إسرائيل المسؤولية عن هذه الضربات، ولكن الأمر لا يحتاج للإعلان بالنسبة لنظام الأسد أو الإيرانيين أو الأمريكيين والعالم، وكان من الملفت للنظر أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال في زيارة لإسرائيل في 13 مايو إن ” هذه الضربات طبيعية جداً”.

وفي مقال بصحيفة” ذا هيل” القريبة من الكونغرس، يثير الكاتب سيث فرانتومان سؤالاً مهما بالنسبة للعديد من المحللين الأمريكيين: هل حققت هذه الغارات أي نتيجة؟ وإلى متى ستستمر.

القرار الإسرائيلي باستخدام الغارات الجوية، وفقا للكاتب، بدأ في عام 2015 حينما قامت غارة إسرائيلية باغتيال القيادي في حزب الله، جهاد مغنية، ولكن إسرائيل نفذت على الأقل 100 غارة قبل عام 2017، وكان هناك بيانات واضحة من تل أبيب بأن إسرائيل لن تسمح لإيران بتهديدها من سوريا وأنها لن تسمح لطهران بترسيخ قواتها في البلد الذي مزقته الحرب.

إيران من جهتها، واصلت تسليح حزب الله في لبنان من سوريا، واستمرت في نقل الطائرات بدون طيار والصواريخ والمليشيات إلى سوريا، وكما يضيف الكاتب، شعرت إسرائيل بتهديد مباشر من الصواريخ الإيرانية الموجهة بدقة، وحاولت إسرائيل اقناع روسيا المتحالفة مع نظام الأسد بإبعاد إيران عن “حدود” الكيان في الشمال، ولكن إيران لم تبتعد لفترة طويلة، وبحلول عام 2019، قالت إسرائيل إنها نفذت ألف غارة جوية، ولكن هل أسفرت هذه الحملة عن نتائج؟.

الإسرائيليون قالوا إن الحرب الجوية قد أدت بالفعل إلى تخفيض في عدد القوات الإيرانية في سوريا، في حين قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، إن واشنطن لم تر “أي التزام إيراني استراتيجي بعدم محاولة استخدام سوريا كمنصة إطلاق ثانية للأسلحة بعيدة المدى ضد الكيان الإسرائيلي.

وهذا يعني أنه بعد سنوات من الغارات الجوية، فإن الوضع سيستمر كما هو بشكل طبيعي، المزيد من الغارات الإسبوعية في المستقبل المنظور، وأشار مقال” ذا هيل ” هنا إلى أن النظام الإيراني، أو نظام الأسد، لا يملك دفاعات جوية قادرة على وقف الضربات، ولكنهما لا يريدان حرباً أكبر مع إسرائيل، أما روسيا فهي راضية عن المشاهد في الخطوط الجانبية، وهي تنتقد إسرائيل من حين لأخر، والولايات المتحدة تدعم بالطبع الغارات الإسرائيلية.

وقد تبدو الأمور مستقرة عند هذا الحد، ولكن الكاتب يحذر هنا من أنه لا يمكن التعامل مع الوضع كأمر مسلم به، إذ أن الغارات الإسرائيلية ضد إيران في سوريا لن تمر دون تدعيات أو تصعيد إلى الأبد، ففي نهاية المطاف، قد تؤدي إدارة أمريكية جديدة أو ضغط من روسيا أو أصوات اكثر تطرفاً في إيران إلى رد فعل كبير، ولاحظ الكاتب أنه من النادر أن تتاح فرصة للقيام بضربات جوية دون نشوب صراع كبير كما يحدث الآن، ولكن الرغبة في الانتقام لن تتوقف.