السبت 2019/03/02

حياة تسع عائلات مهجرة من دمشق مهددة بانهيار مبنى متصدع

مراسل الجسر : أحمد الجربان

ريف إدلب


أبو أحمد أحد مهجري غوطة دمشق يقطن في بناء مهدد بالسقوط هو و 50 شخص آخرين قال لقناة الجسر "عندما تهجرنا من الغوطة الشرقية اتجهنا إلى ريف إدلب لم يكن لدينا حتى الاسفنج، أجبرنا على الإقامة في هذا البناء المهدم لعدم توفر الإمكانيات لدينا لدفع آجار منازل سليمة، هذا البناء لا تتوفر فيه حتى أبسط الخدمات الاساسية، مع مرور الأيام قمنا بإغلاق الأبواب والنوافذ بالأقمشة والبلاستك لتقي الأطفال القليل من البرد في ظل هذه المنخفضات الجوية والبرد القارس.

ويعيش أكثر من 50 شخصاً جلهم من الأطفال والنساء في بناء مهدوم مهدد بالانهيار في أي لحظة في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، أكثر من9 عائلات مهددة بالموت إثر اقامتهم في هذا البناء، مجبرين على ذلك لعدم توفر الامكانيات لديهم لاستأجار منازل سليمة في ظل غياب دور المنظمات الانسانية والجهات المعنية تجاه هذه العائلات.

وأمضت هذه العائلات أكثر من أربعة أشهر في هذا البناء رغم ظروف الشتاء القاسية، يخرجون في كل صباح يبحثون عن عمل يستطيعون كسب قوت يومهم، إلا أن تصعيد النظام في الآونة الأخيرة جعل حركة ركود كبيرة تشهدها أغلب المناطق ومن ناحية آخرى القصف المستمرة من قبل قوات النظام يزيد من خطر انهيار هذا البناء فوق رؤوس ساكنيه.

في هذا السياق تحدث أبو محمد أحد ساكني البناء لقناة الجسر قائلا" نعيش في هذا البناء بخوف كبير حيث نموت ألف موته في الثانية الواحدة وخاصة اثناء القصف على المدينة متخوفين من سقوطه بالكامل، لم نستطيع أن نخرج منه لعدم وجود عمل لدينا نستطيع من خلاله تسديد آجور منازل آخرى، حتى أننا نعاني من الحشرات الضارة ولاسيما الجرذان التي يملئ هذا البناء، نتخوف من هذه الحشرات على أطفالنا الصغار"

يعيش سكان هذا البناء حالة انسانية صعبة، فمآواهم مهدد بالانهيار وحياتهم مهددة بالموت من ناحية وعدم وجود عمل يكسبون من خلاله مردوداً مادية من ناحية آخرى ، والجدير بالذكر أن جميع رجال هذه العائلات متعرضين لإصابات مختلفة سابقاً اثر الحصار والقصف عليهم في الغوطة الشرقية، لتقع هذه العائلات في حيرة كبيرة لا يعلمون ما هي الاجراءات التي يمكن ان يتخذوها متأملين من الجهات المعينة النظر بشأنهم واحوالهم.

آلاف العائلات التي هجرت قسراً من مناطق حلب وحمص ودمشق، أجربها النظام على مغادرة أرضهم بعد حصار طويل خضعوا له من قبل قوات النظام والميليشيات المساندة له، توزعت هذه العائلات على مدن وبلدات في الشمال السوري لتسلم من جحيم النظام في تلك المدن، ألا أن قصف النظام طالهم في الشمال منذ قدومهم وحتى الآن.

ولم يسلم المهجرين من بطش النظام على مناطق مختلفة في إدلب، وسقوط عشرات الضحايا والمصابين ليقاسموا سكان الشمال الأصلين ظلم النظام وإجرامه، رغم ذلك هناك الكثير من الصعوبات والمشكلات التي تواجه المهجرين قسراً أبرزها، السكن وعدم توفر شواغر العمل لدى الغالبية منهم.