الأحد 2020/07/05

“حزب الله” يعبّد طريقاً غير قانونية لعبور البضائع والمدنيين من وإلى سوريا

كشفت "صحيفة الشرق الأوسط"، أن مليشيا "حزب الله" اللبناني افتتح معبراً غير شرعي جديداً مع سوريا في منطقة البقاع في شرق لبنان، معدّاً لعبور البضائع والمدنيين من وإلى سوريا، ويصل إلى منطقة الزبداني بريف دمشق الغربي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر ميدانية في البقاع قولها، إن المعبر كان موجوداً في الأساس للاستخدامات العسكرية، يمر عبره عناصر "حزب الله" من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي السورية، لافتة إلى أنه "جرى تعبيد الطريق خلال الأيام الماضية، بما يتيح للمدنيين استخدامه".

وتقع الطريق المعبّدة حديثاً ضمن نطاق جغرافي لا تغطيه آخر نقطة رادار وغرفة مراقبة حرارية ثبّتها الجيش البريطاني، وسلمها للجيش اللبناني على الحدود الشرقية مع سوريا لمراقبة الحدود.

وانتشرت، مساء الجمعة، على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لطريق معبدة حديثاً قيل إنها لطريق الزبداني، وأُرفقت بمقطع صوتي لعنصر من الحزب يقول فيه: "هذه الصورة للمعبر الأحدث على الحدود اللبنانية السورية، معبر الزبداني".

وأضاف: "من خدم (عسكرياً) في سوريا، يعرف كيف كانت هذه الطريق، وهذه رسالة لأعداء الداخل والخارج... من هنا ستمرّ القوافل قريباً".

وقالت المصادر الميدانية، إن المعبر الجديد يبدأ من بلدة النبي شيت الواقعة في جنوب شرقي مدينة بعلبك، ويمر عبر بلدة جنتا وجرودها إلى قرية الشعرة، قبل أن ينحدر شرق السلسلة الشرقية داخل الأراضي السورية باتجاه مدينة الزبداني غرب دمشق، ويصل منها إلى العاصمة السورية دمشق.

وكان استخدام الطريق المفتتحة حديثاً مقتصراً في السابق على الاستخدامات العسكرية، حسب ما قالت المصادر الميدانية، بحيث يمر عناصر الحزب عبره إلى سوريا منذ سيطرتهم على الجرود الحدودية الواقعة شرق مدينة بعلبك وصولاً إلى جرود عرسال شمالاً في عام 2017، خلال معارك مع "جبهة النصرة".

ولا تزال هناك طرق رديفة عسكرية غير معبدة يستخدمها عناصر الحزب في الجبال للعبور إلى الأراضي السورية على السلسلة الشرقية اللبنانية.

وقالت المصادر الميدانية، نقلاً عن سكان في تلك المنطقة، إن المعبر "ستمرّ عبره قوافل المساعدات من سوريا في حال عانت منطقة البقاع من نقص في المواد الغذائية بفعل الأزمة الاقتصادية والمالية"، وأن "حزب الله" أبلغهم بأن المعبر جزء من الاستعداء لتوفير الغذاء في هذه الأزمة.

ويأتي افتتاح المعبر وتعبيد الطريق في ظل نقاش محتدم في لبنان حول المعابر غير الشرعية التي يستخدمها المهربون من لبنان لتهريب المازوت والطحين والأدوية إلى سوريا، فيما أقفل الجيش اللبناني معظم المسارب الحدودية غير الشرعية، ومنع المهربين من استخدامها.

وأقفل الجيش اللبناني، خلال الشهر الماضي، الكثير من المسالك غير الشرعية المعدة للتهريب عبر الحدود، وكانت من بينها معابر في منطقة الهرمل، وتم إغلاقها بواسطة السواتر الترابية.

كما تحدثت معلومات عن أن الجيش يشدد مراقبته ويمنع المهربين، ومن ضمنهم رعاة الماشية الذين يعبرون الحدود، حتى في المناطق المتداخلة جغرافياً على السلسلة الشرقية.

من جهة أخرى نفت قيادة الجيش اللبناني صورة تداولتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي تُظهِر عشرات الصهاريج، زعمت أنها لتهريب المازوت من لبنان إلى سوريا.

وأكدت قيادة الجيش في بيان صادر عن "مديرية التوجيه" أنها ليست على الحدود اللبنانية – السورية، وأن وحدات الجيش تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضبط الحدود والعمل على منع التهريب وإقفال المعابر غير الشرعية.