الأثنين 2020/07/27

تقرير يكشف استراتيجية تنظيم الدولة الجديدة في العراق وسوريا

أفاد تقرير "إسرائيلي" أن تنظيم الدولة بدأ خلال العام الماضي بمحاولة استعادة قوته تدريجيا بعد الضربتين القاتلتين اللتين تلقاهما، وهما انهيار التنظيم ومقتل زعيمه، ما أدى إلى ضرب قدراته العسكرية والمالية وأجبره على تغيير أسلوب عمله وأهدافه.

وقال مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب الإسرائيلي، إن الضربات التي تلقاها التنظيم لم تقتله وقد نجح في البقاء على قيد الحياة وهو يعمل على إعادة تنظيم صفوفه، وشن هجمات في عدد من المحافظات العراقية والسورية.

وأكد المركز أن التنظيم تبنى استراتيجية جديدة حولته من كيان شبه دولة إلى عصابات تمتنع عن احتلال الأراضي، كما تتضمن التنازل المؤقت عن إنشاء "دولة الخلافة" خلال هذه الفترة واستمرار حرب العصابات بالإضافة إلى الحفاظ على بقاء التنظيم خاصة في سوريا والعراق، وتطبيق اللامركزية في نظام القيادة ضمن مختلف المحافظات، والحفاظ على وحدة الصفوف ومنع الانشقاقات وتحديث النظام الإعلامي.

وبحسب المركز، ستؤثر هذه الاستراتيجية الجديدة بشكل كبير على سلوك التنظيم في العراق وسوريا، مشيراً إلى أن التنظيم بصدد إعادة التصعيد في العراق مستقبلا، وخصوصا بحال خروج القوات الأميركية.

وأوضح المركز أن خروج القوات الأميركية قد يقلل من الضغط الذي يمارس على تنظيم الدولة ويحفزه على رفع رأسه مرة أخرى عن طريق تصعيد القتال في هذه الساحة الحيوية بالنسبة له، مؤكدا أن تعزيز قوة التنظيم في العراق قد يرفع الروح المعنوية ويزيد من تحفيز عناصره في الدول الأخرى.

وألمح المركز إلى أن "البغدادي" كان شخصية مهيمنة في التنظيم وأنه كان صاحب القرار النهائي في الأمور العسكرية والتنظيمية لذلك كان مقتله ضربة شديدة للتنظيم، كما الهزائم المتتالية والضربات على قدراته العسكرية والمالية في العراق وسوريا، فقد قدرت إيراداته من النفط وتسويق المنتجات النفطية في عام 2014 بمبلغ 100 مليون دولار شهريًا.

وعلى الرغم من فقدان الأراضي والموارد، فإن نشاط التنظيم كـ"منظمة إرهابية وعصابات" يمنحه مزايا كبيرة، أبرزها المرونة في نشر قواته دون أي التزام لإدارة حياة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته، وفقا للمركز.

كما تضاف إلى المزايا انخفاض تعرضه للهجمات التي تشنها الولايات المتحدة والتحالف الدولي، حيث أن عناصره غير ملزمين بالاحتفاظ بالأراضي والدفاع عنها، كل هذا يمكّنه من الحفاظ على بقائه وتنظيم نفسه قبل تصعيد الهجوم في العراق، مركز نشاطه، عندما تتغير الظروف.

وتميز العام الماضي بتحول انتباه وأولوية الولايات المتحدة والتحالف الدولي من الحملة ضد تنظيم الدولة إلى المواجهة لإيران والميليشيات التابعة لها العاملة في العراق، يرجع ذلك بسبب الهجمات الإرهابية للميليشيات الإيرانية على قواعد عراقية تضم قوات التحالف، بالإضافة إلى الاستهانة بالقدرات العسكرية للتنظيم.

كما أن تفشي فيروس كورونا وسحب عدد من دول التحالف مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا جزءا من قواتها أعطي فرصة أكبر للتنظيم لإعادة تنظيم صفوفه، فـ التنظيم يدرك جيداً التغيير الذي يحدث في البيئة الاستراتيجية في العراق، وهو أهم مجال لنشاطه، لذلك، في هذه المرحلة، يفضل التصرف بحذر وزيادة نطاق نشاطه تدريجيًا، مع تجنب هجمات قد تعرضه للانتقام، بحسب المركز.

وهذا ما أكده معتقلو التنظيم أثناء استجوابهم، فقد قالوا إن التنظيم يركز جهوده على إعادة تنظيم قواته في العراق ويتوقع أن تغادر قوات التحالف الدولية قريبا، وفي ذلك الوقت سيزيد من نطاق نشاطه وسينفذ هجمات أكثر أهمية.

ويرى المركز أنه على الرغم من الضربات التي عانى منها التنظيم، تبقى الرؤية الرئيسية له هي إقامة "دولة الخلافة" ولتحقيق ذلك يٌظهر قدرًا كبيرًا من الواقعية ويمتنع عن العودة إلى السيطرة الإقليمية الواسعة في الوقت الحالي، عبر طريقة لا تعرض التنظيم وعناصره لخطر.

ومن وجهة نظر المركز، ستستمر استراتيجية التنظيم طوال عام 2020 على أساس مكون أساسي هو استمرار نشاطه في الدول الأساسية مثل العراق وسوريا بالتزامن مع إعادة تنظيم قواتها، كما أن الهجمات التي سينفذها ستكون عبارة عن هجمات قاتلة، وتحرير السجناء من السجن، ومهاجمة كل من يعارضه أو ينتقده.