الأربعاء 2021/03/03

تقرير: الأضرار البيئية قد تجعل سوريا غير قابلة للعيش ما بعد الحرب

حذّر خبراء سوريون ودوليون من أن الأضرار التي لحقت بالبيئة السورية تظهر كمأساة "مدمرة" أخرى، وإن كانت أقل وضوحاً، من مخلفات الحرب العسكرية ونيرانها.

وقال موقع "world politics review"، المختص بنشر تحليلات خبراء في مجالات مختلفة، إن "التربة والمياه الملوثتين تؤديان إلى تفاقم المعاناة الشديدة للمدنيين، وتقويض قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتهديد مستقبل البلاد بعد الحرب".

ونقل الموقع عن خبراء سوريين ودوليين، تأكيدهم على "ضرورة معالجة الآثار البيئية للحرب على وجه السرعة، وإلا ستصبح الأضرار والعواقب الإنسانية المترتبة على ذلك أكثر خطورة".

وأشارت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة "جورج تاون"، مروة داوودي، إلى أن "الهجمات على آبار النفط والمصافي والمنشآت الصناعية أدت إلى تلويث تربة البلاد وهوائها ومياهها"، وأنه "في غياب الإدارة البيئية الفعالة تُلقى المواد الكيميائية والنفايات السامة في البحيرات والأنهار"، مشيرة إلى تواطؤ نظام الأسد والمليشيات الكردية والتنظيمات "الإرهابية" في مستويات متفاوتة من الضرر البيئي.

ولفتت إلى أن " قطاع الزراعة، وهو أحد أعمدة الاقتصاد السوري قبل الحرب، انكمش بأكثر من 40% من حيث القيمة الحقيقية".

وسلط التقرير الضوء على ما وصفه بـ"تسليح المياه"، مؤكداً أن "الجهات الحكومية وغير الحكومية حاولتا اكتساب ميزة عسكرية من خلال استهداف الخزانات ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، أو عن طريق تحويل موارد المياه أو تخزينها".

ووفق بيانات الأمم المتحدة فإن حوالي 15.5 مليون سوري، أي أكثر من 90% من السكان، يفتقرون إلى مصادر مياه الشرب الآمنة، ما يزيد من مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه والأمراض المعدية.

من جانبه، حذّر مدير البرامج في منظمة "PAX" غير الحكومية، ويم زويغنينبيرغ، من أن "سكان سوريا يواجهون مخاطر عدة، من مصادر المياه الملوثة والتلوث والمواد الكيميائية السامة، وصولاً إلى فقدان التنوع البيولوجي والتربة المتدهورة".

وأكد زويغنينبيرغ أن "التأثيرات البيئية للحرب يمكن أن يكون لها أيضاً عواقب ضارة على قدرة الدولة في مواجهة تغير المناخ".

وأوضح أن "25% من غطاء الأشجار في سوريا قد اختفى خلال الحرب، ومعها اختفت مصارف الكربون المهمة".

وشدد على أن "هذه الخسارة تؤدي إلى تعطيل النظم البيئية المحلية مع جعلها أقل تنوعاً وقدرة على الصمود، ما يجعل السوريين أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك تآكل التربة والجفاف وأنماط الطقس المتطرفة".