الأحد 2019/07/07

تقرير أمريكي: سيطرة الأسد على درعا “مجرد وهم”

كشف تقرير لـ "معهد الشرق الأوسط للأبحاث" في واشنطن، ان قوات النظام تواجه خطر فقدان السيطرة على محافظة درعا نتيجة العمليات التي يشنها مسلحون مجهولون خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وبحسب التقرير، فأن تصاعد العنف في محافظة درعا، وشن عشرات الهجمات غير المعلنة على قوات النظام على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، حيث تسببت الاغتيالات، والهجمات المتكررة على الحواجز، والحرائق المفتعلة، والاشتباكات المتقطعة، في إحداث فوضى تنذر بعودة الاقتتال من جديد إلى المحافظة.

قوات النظام تمكنت في شهر تموز عام 2018 من السيطرة على محافظة درعا الاستراتيجية، حيث أن العديد من المدن والبلدات في جميع أنحاء المحافظة دخلت في اتفاقات "مصالحة" بعد التوصل لاتفاق مع الاحتلال الروسي، نص على منع القوات الأمنية والعسكرية التابعة للنظام من الدخول لـ "مناطق المصالحات"، حيث يسيطر النظام على هذه المناطق شكلياً فقط ويوجد فيها شرطة عسكرية روسية.

وسمحت هذه الصيغة من الاتفاق بالحفاظ على نفوذ الفصائل في تلك المنطقة، مع وجود اختلافات شملت رفع علم النظام وعودة المباني الإدارية للخدمة.

وأضاف التقرير أن هجوم إدلب غير المعادلة، حيث تمركزت قوات النظام في الشمال السوري، مما سمح بعودة الهجمات السريعة على الحواجز التابعة للنظام في الجنوب، وعادت الاغتيالات من جديد، مع وجود شعور بعدم الأمان، الأمر الذي وضع النظام في مأزق حرج.

ووفق التقرير، ففي 10 حزيران الفائت، تم قتل عنصر من الفرقة الرابعة التابعة للنظام، وأصيب اثنان آخران، بعد هجوم شنه مسلحون على حاجز في قرية العوجة، بالقرب من معسكر زيزون العسكري في ريف درعا.

وفي الشهر نفسه، تم تصفية خالد اللطيفة، القيادي السابق لإحدى فصائل المعارضة، إلى جانب قيادي آخر ممن قاموا بـ "التسوية" مع النظام، في مدينة نوى، على إيدي "مسلحين مجهولين"، وبعد أيام فقط، تم محاولة اغتيال محمد سعيد عساودة، مختار مدينة نوى، إلا أنه تمكن من النجاة بعد ان أصيب بعدة طلقات نارية، وتم تفجير مبنى حكومي في الحراك.

وأضاف التقرير، أن العنف الذي شهدته المحافظة خلال شهر حزيران الفائت، يعد امتدادا لأحداث مشابهة جرت في شهر أيار الماضي، حيث تم اغتيال جمال أحمد، ضابط الأمن في الفرقة 15 التابعة للنظام، وقبل ذلك، هاجم مسلحون حاجز للنظام بالقرب من الشيخ مسكين، بواسطة قنبلة يدوية، وأسلحة خفيفة.

وتشكل عودة الاضطرابات إلى الجنوب، وحرب العصابات في درعا، تحديات للنظام لأسباب عدة، منها، حجمها الواسع ونوعيتها، حيث تشير التقديرات إلى وقوع 30 هجوم مؤكد خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط، هذا يعني أن إدلب ليست المنطقة الوحيدة التي تشكل تهديداً للنظام.

ولفت التقرير إلى أن محافظة درعا شهدت في شهر آذار الفائت عشرات المظاهرات احتجاجاً على إقامة تمثال لـ "حافظ الأسد"، وشملت المظاهرات مناطق لا تسيطر فيها قوات النظام إلا أنها ردت عبر عمليات انتقامية، شملت 11 حالة اعتقال، وحالات مضايقة، كما أنه من المحتمل أن تزداد هذه الحالات مع استمرار الهجمات غير المعلنة، بحسب ما وثقت "هيومن رايتس ووتش".

وأشار التقرير إلى أن محافظة درعا انتقلت لحالة "ما بعد الصراع" ويبدو أن المحافظة في مسار تصادمي، وفي الوقت نفسه يواجه النظام فيها تحديات كبيرة، بسبب عجزه عن السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي كانت سابقاً تحت سيطرة الفصائل العسكرية، وحتى وإن سعى للسيطرة، سيكون لذلك تبعات خطيرة، إن لم يتعامل معها بعناية.