الجمعة 2021/05/21

تغييرات جذرية في مركزية الميليشيات الإيرانية شرق سوريا

طرأت تغييرات جذرية على مركزية المكاتب الأمنية للميلشيات التابعة لإيران في أقصى مناطق شرق سوريا، في خطوة "مفاجئة" أعقبت زيارة أجراها مسؤول إيراني "رفيع" إلى محافظة دير الزور حسب ما ذكر مصدر أمني في تصريحات لموقع "الحرة" الأمريكية. 

 

وقال المصدر الأمني الموجود في دير الزور: "التغييرات تمثلت بإقالة الأشخاص القائمين على مركزية المكاتب الأمنية لعدة ميليشيات. أبرزها أبو الفضل العباس وأخرى تتبع بشكل مباشر للحرس الثوري الإيراني". 

 

ويضيف المصدر الذي بتحفظ موقع "الحرة" اسمه: "تضم مركزية المكاتب الأمنية للميليشيات قادة سوريون وأجانب. تم إقالتهم بشكل كامل وتعيين قادة جدد بدلا عنهم". 

 

ويوضح المصدر أن مسؤولا إيرانيا زار مقرات الميليشيات في محافظة دير الزور، منذ ثلاثة أيام، وعلى إثر ذلك طرأت "التغييرات"، والتي لم تعرف الغاية منها حتى الآن. 

 

ولـ"الحرس الثوري" الإيراني مكتب أمني في محافظة دير الزور، وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على باقي الميليشيات التي تحمل أسماء متنوعة كـ"أبو الفضل العباس" و"حزب الله العراقي"، و"حركة النجباء". 

 

ولم تقتصر التغيرات الأمنية على ميليشيا من دون غيرها، بل انسحبت على جميعها، على رأسها ميليشيا "أبو الفضل العباس"، حسب حديث المصدر الأمني.

 

وتنتشر العديد من المليشيات المدعومة من إيران والموالية للنظام في شرق سوريا، وخاصة في مدينة البوكمال التي لم يعد سكانها إليها إلا بنسبة بسيطة، بعد العمليات العسكرية الأخيرة ضد تنظيم "داعش"، في 2017.

 

وللميليشيات أيضا انتشار واسع في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور، والتي باتت تعرف بـ"عاصمة الميليشيات الإيرانية في الشرق السوري". 

 

ومن أبرزها: "فاطميون" و"زينبيون"، والتي تنتشر بشكل كبير في محيط مدينتي الميادين والبوكمال، إلى جانب ميليشيات تتبع لـ"حزب الله" العراقي و"حركة النجباء"، التي تنتشر في عدة قواعد ومواقع على الضفاف الغربية لنهر الفرات.

 

"إمبراطورية أمنية وعسكرية"

وقال تقرير حديث لموقع "أتلاتنيك كونسيل"  إن إيران تمكنت من بناء "إمبراطورية عسكرية وأمنية" في محافظة دير الزور شرقي سوريا، عقب تدخلها في الصراع الدامي هناك لإنقاذ نظام بشار الأسد من السقوط.

 

وبحسب التقرير الذي أعده الباحث، نوار شعبان، فإن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو إلى أي مدى يمكن أن تحافظ إيران على نفوذها العسكري في دير الزور إذا أصبحت روسيا التي تملك مصالح استراتيجية في سوريا أقل تسامحا مع تدخل إيران؟. 

 

وكان التدخل الإيراني قد أصبح جليا في سوريا بين عامي 2013 و2018 عندما تدخلت لمساعدة نظام الأسد في حربه ضد المعارضة، وعندما شاركت كذلك في محاربة تنظيم "داعش" شرقي سوريا، بغية فرض وجودها ونفوذها هناك.

 

وقد يكون أبرز هدف حققته إيران في دير الزور هو سيطرتها على مدينة البوكمال ومعبرها الحدودي مع العراق، الأمر الذي مكّن نظام طهران من تحقيق الحلم الذي أرادته منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979، وهو إقامة ممر بري يوصلها إلى البحر الأبيض المتوسط ولبنان عبر سوريا والعراق.