الأربعاء 2020/03/04

تحليل: موسكو في مأزق.. هل تغيرت قواعد الاشتباك شمال سوريا؟

تحت عنوان " موسكو في مأزق وواشنطن تدعم أنقرة.. هل تغيرت قواعد الاشتباك بشمال سوريا؟" نشر موقع قناة "الحرة" الأمريكية تحليلاً مطولاً مترجماً عن موقع "ناشونال إنترست" الأمريكي، حول التصعيد الحاصل في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وقال موقع "الحرة" إنه منذ مطلع فبراير شباط الماضي، بدأت المعارك في شمال سوريا تأخذ منحى جديداً في التصعيد، حيث دخلت القوات التركية على خط المواجهة المباشرة مع قوات نظام الأسد، ووصلت الحرب فيما بينهما إلى الجو، حين أسقطت أنقرة طائرات حربية تابعة لدمشق، الأمر الذي أثار حفيظة روسيا وجعلها في مواجهة محتملة مع أنقرة.

وأضاف الموقع التابع للقناة الأمريكية (ناطقة بالعربية) أن الولايات المتحدة أعلنت الثلاثاء دعمها لتركيا في شمال سوريا، وأعربت عن استعدادها لتزويدها بالسلاح، الأمر الذي يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة، ويعيد التقارب التركي – الأميركي، ويتيح للولايات المتحدة التدخل وإعادة التوصل لتفاهم مشترك مع بين هذه القوى.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصف رسالة كان قد أرسلها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لأنقرة يعرب فيها عن دعم واشنطن لأنقرة بأنها "نفاق"، لكن يبدو أن موسكو تخشى من أن يحسم الموقف الأميركي الأمر لصالح أنقرة، وفقاً للتقرير الذي لفت إلى أن روسيا الأن أمام سيناريوهات في غير صالحها ويبدو أنها في مأزق لم تكن تتوقعه، فهي ليست راضية عن ذوبان الجليد ما بين أنقرة وواشنطن، والسيناريو الأبرز أن تخسر علاقتها مع تركيا لصالح الولايات المتحدة، وهو ما سيجعل الجميع يعيد الحسابات في المنطقة ويغير ميزان القوى فيها، وفق تحليل موقع "ناشونال إنترست".

أما السيناريو الآخر هو أن تصبح أنقرة الخاسر الأكبر، بأن تخسر ما حققته في الشمال السوري، وتبقى بعيدة عن واشنطن وحتى عن موسكو، ولكن على ما يبدو أن هذا الأمر بعيد عما يحصل على أرض الواقع.

ورغم التعاون التركي الروسي خلال السنوات الماضية والاتفاقات التي أبرمت بينهما، إلا أن المواجهة في شمال سوريا جعلتهما في حالة توتر واستعداد لحرب وشيكة، رغم أنهما في معادلة صعبة، حيث أدى التقارب الروسي التركي بعد شرائها منظومة دفاع جوية (S400) إلى اتخاذ واشنطن إجراءات عقابية ضد أنقرة، حيث خرجت من برنامج تصنيع مقاتلة الشبح "F35".

ويشير التحليل إلى أنه من المؤكد أن موسكو تريد تقليل نفوذ تركيا في الشمال السوري أو حتى تحييد وجودها هناك، وكلما قل عدد اللاعبين في سوريا كان ذلك أفضل لروسيا، ولكنها لا تريد خسارة تركيا لصالح الولايات المتحدة، والتي استطاعت أن تحقق منها مكاسب خلال الفترة الماضية.

ويرى التحليل أن موسكو ستسعى لرأب الصدع مع أنقرة، خاصة مع اعتماد تركيا على تصدير منتجاتها لروسيا، فيما تعتمد موسكو عليها بنقل الطاقة باتجاه البحر الأبيض المتوسط، وهو ما سيبقي على علاقات ثنائية ما بين البلدين.

ويصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس إلى موسكو للقاء نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث سبل وقف إطلاق النار والاتفاق على آليات لحفظ الاستقرار في الشمال السوري.

الدعم الأميركي:

وأعلن السفير الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري الثلاثاء أن الولايات المتحدة تدرس تزويد تركيا بالأسلحة خلال الفترة المقبلة، وقال إن الولايات المتحدة مستعدة لتوفير ذخيرة لتركيا التي أطلقت قبل أيام عملية عسكرية ضد قوات الأسد والمليشيات المتحالفة معها في إدلب.

وكان السفير الأميركي لدى تركيا ديفيد ساترفيلد أكد في وقت سابق أن بلاده تدرس طلباً تركياً لتعزيز دفاعاتها الجوية.

وأضاف جيفري في تصريحات من الحدود التركية السورية أن الجيش التركي والمعارضة السورية "يحاربون لمنع حدوث كارثة إنسانية".

وكانت السلطات التركية طلبت من واشنطن تزويدها صواريخ باتريوت للدفاع عن أجوائها وتأمين غطاء لطائراتها لكن المسؤولين الأميركيين ردّوا " أن كل أنظمة صواريخ الباتريوت محجوزة بسبب التطورات في الشرق الأوسط وهناك بطارية باتريوت في قاعدة أنجرليك".

وبعد أشهر من التعامل الحذر والابتعاد عن المواجهة المباشرة ما بين القوات التركية وقوات الأسد، تفاجأت أنقرة بأكثر من هجوم استهدف جنودها المشاة، حيث سقط العشرات منهم قتلى، الأمر الذي دعا القوات التركية إلى الرد وإطلاق عدد من الهجمات الجوية والمدفعية باتجاه مناطق تابعة للنظام ومقرات لروسيا في شمال البلاد.

وأسقطت تركيا ثلاث طائرات تابعة لنظام الأسد، فيما أطلقت روسيا تحذيراً للقوات الجوية التركية وأعلمتها أنها لن تضمن سلامة مرورها فوق الأجواء السورية بعد الآن.