الأربعاء 2020/06/17

بيدهم 80% من الوظائف.. “العلويون” بسوريا آخر طائفة بالمنطقة تتحكم في بلد هي فيه أقلية

قال موقع "أوريان 21" الفرنسي إن سوريا هي الدولة الأخيرة في الشرق الأوسط التي تحكمها أقلية طائفية بيدها 80% من الوظائف، وقد وصلت إلى السلطة بفضل "حزب البعث" في أوائل السبعينيات، رغم أن مذهبها العقدي مشكوك فيه.

خلطوا في دينهم

وفي مقال بالموقع، يعرف الكاتب جوليين مانغولد العلويين بأنهم أقلية تنتمي إلى الشيعة الاثني عشرية، وظهرت في القرن الحادي عشر، وتسمى أحيانا النصيرية، في إشارة إلى جبل الأنصارية الذي نشأت فيه على الساحل الشمالي غربي سوريا.

وأشار الكاتب إلى أن هذه الطائفة التي يبلغ تعدادها نحو 2.2 مليون نسمة، قد اعتبرت لمدة طويلة خارج الإسلام بعد فتوى الإمام ابن تيمية عام 1328م التي اتهمهم فيها بالشرك وعبادة آلهة ما قبل الإسلام.

ويؤمن "النصيريون" بقدسية علي بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه، كما يؤمنون بالتناسخ، ونقل موروثهم من خلال طقوس مخصصة حصريا للرجال، لأن المرأة حسب مذهبهم ليس لها روح، ولا يمكن إعادة تجسدها.

وحسب الكاتب، فإن هذه الطائفة التي تقر مبدأ التقية والتستر، مورس عليها الضغط منذ عهد صلاح الدين الأيوبي (1174-1260)، واعتبر مذهبها نوعا من الهرطقة حتى سقوط الدولة العثمانية عام 1923.

وأشار الكاتب إلى وجود خلط بين النصيريين والعلويين الذين يقدسون عليا كما يوحي بذلك اسمهم، والذين يمثلون 20% من السكان الأتراك، إلا أن هناك اختلافات في المعتقدات، خاصة أن بعض العلويين لا يعتبرون أنفسهم مسلمين أصلا.

ومع بدء الحماية الفرنسية لسوريا عام 1920، اختارت فرنسا إقامة فدرالية طائفية، مما سمح للعلويين بالتمتع بدولة عاصمتها اللاذقية لفترة وجيزة بين 1922 و1937.

وقامت الإستراتيجية الفرنسية -حسب الكاتب- على تفضيل الأقليات من أجل إحباط الحركات القومية العربية، مما شجع الازدهار الاقتصادي للدولة العلوية، وعندما أنشأت فرنسا جيش "قوات من بلاد الشام"، فضلت الأغلبية السنية دفع ضريبة بدلا من الانخراط فيه، فأصبح العلويون أغلبية فيه.

العودة إلى الأمة

وفي عام 1936، ادعى جزء صغير من المجتمع العلوي ارتباطه بالجمهورية السورية الجديدة، وأعادهم مفتي القدس محمد أمين الحسيني إلى حظيرة الإسلام واعتبرهم من جماعة المؤمنين، وهو الاعتراف الذي كانوا يحتاجونه، لأن الدستور السوري الصادر يوم 12 مارس/آذار 1973 ينص على أن الرئيس يجب أن يكون مسلما.

وبفضل حضورهم الكبير في القوات المسلحة، صعد العلويون اجتماعيا وسياسيا بسرعة، وخاصة مع وصول حزب البعث عام 1963 إلى السلطة كحركة اشتراكية علمانية عربية، ثم بعد انقلاب عسكري في نوفمبر/تشين الثاني 1970 أصبح على أثره حافظ الأسد أول رئيس علوي لجمهورية سوريا في مارس/آذار 1971، وأسس نظام عملاء ووضع أعضاء طائفته في أعلى الوظائف العسكرية والمدنية، سواء كانت سياسية أو إدارية.

شركاء النظام

ومع أن الكثيرين يرون أن المجتمع العلوي الذي يحتكر السلطة بالفعل مؤيد لنظام حافظ وبشار الأسد، فإن هذه الطائفة ليست كلها مستفيدة من النظام، وقد تظاهر بعضها عام 2011 ضد عائلة الأسد وقمعه القاسي، كما تجمع معارضون علويون عام 2013 في القاهرة للتعبير عن رغبتهم في التعاون مع الثوار، حتى إن حركات نشطت في اللاذقية لمنع الشباب العلويين من الانضمام إلى صفوف الجيش النظامي.

ومنذ عام 2005، يدفع النظام أفراد طائفته للاستثمار في الشركات الخاصة، تحسبا لفقدان امتيازات النظام، ويقدر حاليا أن 80% من الوظائف في الخدمة العامة يشغلها العلويون.