الثلاثاء 2017/08/15

بعد التهجير القسري الذي طال “التل” .. حملات دهم واعتقال طالت النساء والرجال بالمدينة

منذ أن اشتعلت الشرارة اﻷولى للثورة السورية انخرطت مدينة التل التي تقع شرق العاصمة دمشق فيها، وجابت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام جميع شوارعها، وقابلها نظام اﻷسد -كعادته- بالرصاص،  ثم ما لبثت المدينة أن رفعت السلاح بوجه النظام وكانت عصِية عليه سنوات، إلى أن طالها التهجير القسري في 29 تشرين الثاني 2016 ، فبدأ النظام يتغلغل أكثر في المدينة بعد تطبيق هدف التغيير الديموغرافي وإفراغ المنطقة من سُكانها.

والذين فضَّلوا من أهالي التل البقاء داخل مدينتهم عبر "تسوية وضعهم" قام النظام باعتقالهم وزجِّهم في مليشيا "درع القلمون" الذي يضم المدنيين الداخلين في المصالحة، والتي يقودها المدعو "أبو زيدون شحو"،  فيما لا تعتبر خدمتهم في فصيل "درع القلمون" ضمن خدمتهم العسكرية، اﻷمر الذي دفع أغلبهم إلى الهروب والبعض الآخر تعرَّض للتعذيب الشديد بعد تقديم طلب تطوُّع في مليشيا أخرى.

وفي هذا السياق أفاد مراسل الجسر بريف دمشق أن النظام شن سلسلة من حملات الدهم والاعتقال بحق الرجال والنساء بعد تسليم أوراق التسوية لنحو 100 شاب على الرغم من تعهُّده عند توقيع الاتفاق بين ثوار المنطقة ولجنة المصالحات بعدم دخول المدينة،  إلا أن النظام لم يتريث ولو يوماً واحداً في الحفاظ على الاتفاق ، فعقب خروج الثوار من مدينة التل بدأت المضايقات اﻷمنية تكبر، وقام فرع اﻷمن السياسي منذ عدة أيام بنشر حاجزين عسكريين في كل من منطقة السرايا ومنطقة البيرقدار في ظل تفتيش أمني دقيق لجميع المارة والسيارات.

وأوضح المراسل أن هذه الحواجز قامت باعتقال أكثر من 25 شاباً، بعضهم من النازحين إلى المدينة.

كما صرح لمراسل الجسر أحد المعتقلين السابقين في سجون النظام (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية ) أن النظام دهم منزله وقام باعتقاله دون توضيح سبب الاعتقال،  مؤكداً أن جميع المعتقلين يمارس عليهم تعذيب جسدي ونفسي، بينما يقوم النظام بزج معظم من يعتقلهم في الجبهات الساخنة، إضافة إلى اعتقال بعض النساء بتهمة إجراء مكالمات هاتفية تسيئ للنظام.

ويقدر عدد المطلوبين للنظام في مدينة التل بأكثر من 470 شخصاً بينهم عدد من النساء، يشرف على اعتقالهم فرع اﻷمن الداخلي المعروف بـ"فرع الخطيب" التابع لجهاز "أمن الدولة".