الخميس 2021/10/28

بعد “الإمام علي”.. إيران تبني قاعدة ثانية شرق دير الزور

 

بدأت المليشيات المدعومة من إيران، بإنشاء قاعدة عسكرية إلى الشمال الشرقي من مدينة البوكمال، على الجانب الأيمن من نهر الفرات، مقابل الحدود العراقية-السورية.

 

وأكد رئيس تحرير موقع "الشرق نيوز"، المراقب عن كثب للتطورات في دير الزور، فراس علاوي، أن منظمة "جهاد البناء" الإيرانية، هي التي تشرف على عمليات الإنشاء.

 

وأضاف لـ"عربي21"، أن القاعدة الجديدة تعد الثانية لإيران في المنطقة بعد قاعدة "الإمام علي"، التي أقامتها منظمة "جهاد البناء" التي تشبه بعملها شركات البناء والتطوير العقاري واللوجستي.

 

وعن أهداف القاعدة، قال إن "الأرجح أن تكون القاعدة الجديدة، مركز عمليات للقيادات الإيرانية التي تشرف بشكل مباشر على المليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني في سوريا".

 

وبحسب علاوي، فإن "القواعد الإيرانية في دير الزور، تؤسس لبقاء طويل الأمد في سوريا، وتحديدا على الطريق البري الذي يصل بغداد بدمشق وبيروت".

 

تقليل الخسائر البشرية

ويؤكد الباحث والخبير في الشأن الإيراني، ضياء قدور، أن إنشاء القاعدة السرية الجديدة يجري إلى جانب قاعدة الإمام علي، التي تعد من أكبر قواعد إيران في سوريا، مرجعا ذلك إلى الاستراتيجية الإيرانية التي تهدف إلى التقليل من الخسائر البشرية والمادية في حال تعرض المواقع لغارات جوية من التحالف الدولي أو من الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأضاف لـ"عربي21"، أنه نتيجة الضربات الإسرائيلية، فقد بدأت إيران بمحاولة التحفيف من آلام تلك الضربات، من خلال نقل وتوزيع قيادات مليشياتها ومخازن الأسلحة على أكثر من موقع.

 

لكن وبحسب قدور، فإن التحركات الإيرانية يتم رصدها بشكل وثيق، ما يعني من وجهة نظره أن الاستراتيجية الإيرانية قليلة الجدوى.

 

ومن بين الأهداف الأخرى، لبناء القاعدة في البوكمال التي تعد منطقة استراتيجية لإيران، تعزيز وجود الأخيرة في شرق سوريا عسكريا، حيث يتم استكمال مخطط طهران الهادف إلى ربط سوريا في العراق.

 

تدافع مع الروس

من جانبه، وضع الصحفي في شبكة "عين الفرات"، يزن توركو، بدء المليشيات بإنشاء قاعدة ثانية في البوكمال في إطار التدافع الروسي-الإيراني في دير الزور.

 

وفي حديثه لـ"عربي21"، تحدث توركو عن خلافات بين القوات الروسية ومليشيات الحرس الثوري في البوكمال، حيث طلبت القوات الروسية تسلم معبر القائم/ البوكمال، إلى جانب نقاط على الشريط الحدودي، مقابل أن يؤمن التواجد الروسي الحماية للمليشيات من الضربات الجوبة.

 

وطبقا لتوركو، فقد رفضت المليشيات العرض الروسي، وبدأت على الفور بإنشاء نقاط محصنة، خشية تزويد روسيا لـ"التحالف الدولي" أو لإسرائيل بإحداثيات التواجد الإيراني في المنطقة.

 

ومدللا على ذلك، أشار الصحفي إلى قيام عدد من المليشيات بتبديل أماكن تواجدها، كما فعلت مليشيا "حيدريون" التي نقلت نقاطها العسكرية من جانب الشريط الحدودي السوري-العراقي إلى منطقة السويعية بجانب نهر الفرات.