الأثنين 2019/09/02

القلمون الشرقي.. معاناة كبيرة للأهالي مع تدني الخدمات

كشفت مصادر محلية في ريف دمشق معاناة كبيرة يتكبدها أهالي مدن وبلدات القلمون الشرقي، رغم سيطرة مليشيات الأسد عليه ضمن اتفاق "التسوية" الذي أبرمته روسيا مع الفصائل العام الماضي.

ونشرت شبكة "صوت العاصمة" أمس الأحد، تقريراً مطولاً تطرق إلى الوضع الصحي والخدمي والتعليمي وغيرها من الخدمات الغائبة بشكل شبه تام عن القلمون الشرقي.

انقطاع في المياه:

ولجأ الأهالي في الآونة الأخيرة إلى تعبئة المياه من الصهاريج المتوفرة، لا سيما وأن المنطقة تعاني من نقص كبير في المياه، بالتزامن مع ضعف الشبكة الرئيسية الحكومة التي تأتي إما مرة أو مرتين في الشهر الواحد.

عملية التعبئة من الصهاريج تقدر بسعر غال، بسبب جر المياه من خارج القلمون بسبب جفاف الآبار الجوفية والسطحية في المنطقة، وغالباً ما يحاول السكان الحفر بغية إيجاد حل مائي بديل وسريع للمنطقة، وسط غلاء فواتير المياه والكهرباء، ناهيك عن الغرامات الجديدة التي طالت خطوط الهاتف والاتصالات.

ارتفاع في أسعار المحروقات والأغذية:

وتشهد المحروقات حسب الشبكة في الآونة الأخيرة غلاءً كبيراً مقارنة بالأشهر الماضية، بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وتخطيه 600 ليرة للدولار الواحد.

لا تقتصر مشاكل القلمون على ما ذكر أعلاه، فالمنطقة تعاني من قلة المشاريع الزراعية بسبب قلة المياه وندرتها في المنطقة، ما يدفع أغلب التجار لشراء بضاعتهم إما من السوق الدمشقية، أو من الأسواق المجاورة، الأمر الذي يرفع سعر الخضار والفواكه الضعف تقريباً.

الواقع الصحي:

صحياً، يعاني سكان المنطقة من قلة الادوية المجانية في مستشفيات النظام ، الأمر الذي يجبر المريض على شراء دوائه من خارج المشفى على نفقته الخاصة، مع العلم أن الأدوية في المستشفيات مجانية، ولكن إدارات المستشفيات تدعي عدم توفر الأدوية لبيعها لصيدليات خارجية، من أجل جمع المال على حساب صحة السكان والمرضى.

المعاناة في الجانب الصحي ترخي بظلالها على الكادر الطبي والتمريضي في المنطقة، والذي يعتبر ضعيفاً، بعد أن كان يحوي سابقا مهارات طبية وتمريضية ممتازة، منها من سافر خارج البلاد، ومنهم من تهجر خارج القلمون الشرقي، فأصبح سوء التشخيص يسود المشافي، في حين أصبحت العيادات الخاصة كابوساً يحيط بالمرضى بسبب غلاء الكشف والدواء.

معاشات متدنية:

ويعاني معظم سكان المنطقة، وأغلبهم موظفون في الدوائر الحكومية التابعة للنظام، من تدني المعاش الذي يتقاضونه مقارنة مع المصروف الشهري للعائلة، حيث يقدر مصروف العائلة الواحدة وسطياً حوالي 110 آلاف ليرة سورية في الشهر، في حين لا يتجاوز المعاش الحكومي 50 ألف ليرة سورية، ما يضطر اغلب سكان القلمون لعمل إضافي لتأمين مستلزماتهم على مدار الشهر.

انحلال أخلاقي في المدارس:

تعاني مدارس القلمون الشرقي من الغياب شبه التام للأخلاق والتربية السليمة، تزامناً مع تدني المستوى الأكاديمي للكادر التعليمي، حيث تشهد تلك المدارس انحلالاً أخلاقياً يترجم بترويج الممنوعات، وتجارة المخدرات بين الطلاب بعلم الكادر الإداري.

ويقوم بعض المدرسين بترويج المخدرات في المدارس عن طريق الطلاب بغية رفع دخلهم المادي، بسبب انخفاض معاشهم الشهري الذي لا يكفي لبقية الشهر، وقد سجلت عدة شكاوى من طلاب اشتكوا لأهاليهم عن معلمين يجبرون بعض الطلاب على ترويج الممنوعات بين رفاقهم، خاصة في المدارس الثانوية والاعدادية في المنقطة، لجلهم يدمنون على الممنوعات، ما يضطرهم لشراء كميات كبيرة ودفع أموال كثيرة.

وتعاني مناطق "التسويات" في الغوطة الشرقية وعموم مناطق دمشق من تهميش الخدمات الأساسية بشكل لافت، بالتزامن مع تضييق مستمر من قبل المليشيات المرتبطة بنظام الأسد، حيث تمارس اعتقالات بهدف التجنيد الإجباري بشكل مستمر.