الخميس 2021/08/26

الغلاء يطال الحليب ومشتقاته والسوريون يلجأون لبدائل رخيصة رغم خطورتها

بدأت أسعار الحليب ومشتقاته بالارتفاع في مناطق سيطرة النظام بعد قيام الأخير برفع سعر مادة "النخالة" التي يعتمد مربو المواشي عليها في إطعام حيواناتهم، إذ رفع سعرها إلى أكثر من ضعفين، ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من النخالة إلى 700 ليرة بعدما كان بـ 200 ليرة فقط.

 

وقال مصدر من داخل العاصمة دمشق لـ"العربي الجديد" إن سعر كيلو الحليب الواحد وصل إلى أكثر من 1500 ليرة، وبلغ سعر كيلو الزبادي نحو 1800، وارتفع سعر كيلو اللبنة إلى أكثر من 6000، كما زاد سعر كيلو الجبنة عن 16000 ليرة. ويبلغ سعر الدولار الأميركي نحو 3400 ليرة سورية.

 

وأوضح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن هناك إقبالاً كبيراً من السكان على الألبان غير الصحية التي غزت الأسواق السورية أخيراً، لرخص ثمنها وتوفّرها وتغاضي حكومة النظام عن ترخيص ومراقبة المعامل والورشات التي تقوم بتصنيعها، والتي وصل عددها إلى أكثر من ثلاثة آلاف في مدينة دمشق ومحيطها فقط.

 

وقال عبد الكريم شباط، مدير مؤسسة الأعلاف، في حديث لصحيفة محلية إن هناك مشكلة ستواجه مربي المواشي هذه السنة وهي قلة المراعي الطبيعية، لأن المقنن العلفي الذي سيتم توزيعه عليهم يغطي حوالي 25 في المائة من حاجة القطيع، وبالتالي فإن قلة المراعي وعدم توزيع ما يكفي من المقنن العلفي سيؤديان إلى مشكلة تواجه مربي الماعز والأغنام.

 

وأشار إلى أن هناك مادة علفية أخرى قد ارتفع ثمنها نتيجة ارتفاع سعر مادة النخالة التي تدخل في تركيبها حيث وصل سعر الكيلو من جاهز الحليب (مادة علفية) لـ 1100 ليرة بعدما كان يباع بـ950 ليرة.

 

وقال الباحث الاقتصادي، يوسف السليم، لـ"العربي الجديد" إن هذا الارتفاع يمثّل الموجة الأولى فقط، وهناك موجة ثانية لارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته، ستبدأ قريباً مع بدء انتهاء موسم إنتاج الحليب الذي يمتد من سبتمبر / أيلول إلى فبراير / شباط.

 

وأوضح أن هناك أسباباً كثيرة ستجعل من أسعار الألبان في ارتفاع، منها غلاء ثمن الأدوية البيطرية وتراجع أعداد الثروة الحيوانية، وعدد ساعات الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي الذي يؤثر بشكل مباشر على عمليات التخزين والتبريد.

 

وفي وقت سابق، حذّر رئيس جمعية الأجبان والألبان عبد الرحمن الصعيدي، في تصريحات إعلامية محلية، من أن عدم تسليم مخصصات المحروقات لمعامل الألبان والأجبان سيوقف 80 بالمائة منها، بعدما توقف 25 بالمائة منها بسبب عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي الكبير.

 

ولا إحصاءات دقيقة لحجم خسائر الثروة الحيوانية في سورية خلال سنوات الحرب، لكنّ القصف والمجاعة والتهريب، والذبح العشوائي للمواشي والدواجن، أدى إلى خسائر كبيرة، بعدما كانت سورية تشكل مخزناً للثروة الحيوانية في المنطقة بأنواعها المتعددة.

 

وأظهرت المؤشرات الصادرة عن وزارة الزراعة التابعة للنظام انخفاضاً في أعداد الثروة الحيوانية بنسبة تتراوح بين 50 و60 في المائة، وذلك بحسب تقرير نقلته صحيفة "الوطن" مطلع العام الجاري.