السبت 2020/02/15

الغارديان: العالم يزيح أنظاره عن مأساة نازحي إدلب

في افتتاحية لها، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إنه لم يتبق أمام أهالي إدلب مكان للفرار، مع بدء نظام الأسد هجوماً واسعاً في المحافظة.

وأضافت الصحيفة بأن من الصعب الاعتقاد بأن هناك موجات جديدة من البؤس في البلاد، بعد كل الدمار الذي قام به نظام الأسد ومن معه من الروس والإيرانيين؛ فعمليات التعذيب بحق المواطنين والمذابح التي ترتكب والهجمات المنسقة التي أخرجت المدارس والمستشفيات عن العمل، أدت إلى أكبر كارثة إنسانية.

وحذرت الأمم المتحدة من نزوح نحو مليون شخص معظمهم أطفال خلال 3 أشهر، فيما فر فعلياً نحو 100 ألف خلال الأسبوع الماضي فقط من إدلب، التي تضاعف عدد سكانها من مليون إلى 3 ملايين نسمة مع اندلاع الحرب في البلاد عام 2011.

ولا يملك النازحون من إدلب الخيام لتحميهم من برد الشتاء، فيما يموت الأطفال بسبب الظروف القاسية أكثر فأكثر، خصوصاً مع وصول درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. وهناك توقعات بأن تشهد الفترة المقبلة سوءاً أكبر.

ومع كل هذا، تنبّه الصحيفة إلى أن أحداً لا يحرك ساكناً، وبدأ الصراع في البلاد يغيب عن انتباه العالم.

وتقول الصحيفة إنه حتى لو أوقف نظام الأسد هجومه الآن، فإن هذا لا يعني بالضرورة انتهاء محنة النازحين؛ فتركيا لديها 4 ملايين لاجئ وتهدف إلى إعادتهم إلى "المنطقة الآمنة" في سوريا. كما يوجد ملايين الأشخاص ممن هم بحاجة إلى المساعدات والمأوى في هذه المنطقة التي وصفت ذات مرة بأنها "غزة سوريا"، في إشارة إلى الكارثة الحقيقية التي تعيشها.

ولكن الصحيفة البريطانية تقول إن الوقف الفوري لإطلاق النار وتدفق المواد الإنسانية دون عوائق قد يمنح هؤلاء النازحين بريق أمل، لكن على الدول الغربية أن تبذل ما بوسعها من أجلهم، رغم أن "هذا أقل بكثير مما ندين به لأهل إدلب".