الجمعة 2018/05/18

الدراما السورية سلاح الأسد لتعويم أفكاره.. ومصدر للكسب لم يكن رابحاً هذا العام

أفادت مصادر معنية بالدراما في سوريا، بأن إنتاج المسلسلات المعدّة للبث خلال شهر رمضان الحالي كان غزيراً، إلا أنه واجه أزمة تسويق على خلفية تداعيات الحرب الدائرة.

وقال مستشار درامي سوري، طلب عدم كشف هويته، لـ«الشرق الأوسط»، إن «نحو 25 مسلسلاً سورياً تم إنتاجها العام الحالي، لكن اعتبارات السوق جاءت مخيبة للآمال، ولم تلق إقبالاً من القنوات العربية كما جرت العادة في المواسم السابقة».

ولفت المصدر إلى أن إطلاق قناة «لنا» الخاصة بداية شهر رمضان لم ينقذ الموقف؛ إذ اكتفت بعرض عدد محدود من المسلسلات الحديثة، وأن القنوات العربية باتت تفضل الأعمال المنتجة عربياً ويشارك في تمثيلها نجوم من سوريا.

ويسعى نظام الأسد لتعويض جزء من الخسائر التي يخلفها ضعف رواج المسلسلات السورية، من خلال استيعاب عرضها بالقنوات المحلية والخاصة («الفضائية السورية» و«سوريا دراما» و«سما» و«لنا»)، إلا أن تلك القنوات غير قادرة على استيعاب كامل الإنتاج للعام الحالي.

إضافة لذلك يستغل نظام الأسد الدراما السورية والممثلين الموالين له في طرح أفكاره وترويج مايريد لحال الأوضاع التي تمر فيها سوريا وماخلفته تبعيات الحرب التي شنها الأسد ضد شعبه طيلة السنوات الماضية، محاولاً توجيه الدراما لخدمة مشروعه وزرع الأفكار التي يريد عن "الإرهاب وتنظيم الدولة" لدى متابعين وتكريس جل المسلسلات لصالحه في أفكارها وطريقة طرحها.

وكان أثار مسلسل " باب الحارة " في الجزء السابع والذي عرض على شاشة mbc حملة انتقاد واسعة من قبل المتابعين لتطورات الأحداث الدرامية التي تعرض خلال شهر رمضان بعد تحول المسلسل من قصص الرجولة والغيرة على الدين والعرض والدفاع عن الوطن في وجه المستعمر إلى قصص حب وغراميات وإظهار الشخصيات البطولية وزعامات الحارة في مواقف حولت تلك الشخصيات من رموز وطنية وقفت في وجه المستعمر وناضلت ضده في حقبة تاريخية معينة عرضت خلال عدة أجزاء سبقت الجزء الأخير الى زعامات شكلية سلبت النساء عقولهم فهرعوا خلفها وباعوا مبادئهم وقيمهم من أجلها بل وتعدت ذلك لتكون العملية للمستعمر زوجة لرأس الحارة وعكيدها ضائع تائه يهرع وراء تلك الفتاة اليهودية التي سلبت عقله وأبعدته عن تلك الشخصية القيادية التي لم تخف يوماً من مستعمر ولم تخسر يوماً في نزال فكان صريع فتاة يهودية تعلق قلبه بحبها ما جلب العار والمصائب لعائلته وحارته التي باتت تدفع ثمن تصرفات صبيانية لعكيدها وسط تململ من أبناء الحارة وانصراف القبضايات من حوله في الوقت الذي كانت فيه الحارة جسداً واحدا في وجه المستعمر الفرنسي في الأجزاء السابقة.

ولعل مسلسل "باب الحارة " ومن ورائه نظام الأسد المهيمن على مسيرة الدراما السورية منذ بدايتها من خلال أجهزته الأمنية و "حزب البعث"  يحاول أن يرسل رسائل سياسية بلقطات درامية أو أنه يحاول تشويه صوة المجتمع السوري الغيور على دينة وعرضه ووطنه وصورة المجتمع الشامي القديم المتكاتف بصورة مجتمع منهك مسالم خائف فرقته النزعات الشخصية للبعض في حب القيادة والسعي للسيطرة والنزعات الأنانية التي غلبت حب الذات والنفس وتغليبها على مصالح الحارة ما جلب الويلات لها وجعلها في صدام مع حاخامات اليهود مع إعطائهم الجانب الغيور على لحمة الشعب والرافض للفتنة الكلمة التي تكررت مراراً في حلقات المسلسل.

ولم تقف الدراما السورية عند هذا الحد من تشويه صورة المجتمع السوري بل تعدت لإظهار هذه المجتمع على أنه مجتمع غارق في الخيانة والغدر لنزوات الجنس في مسلسل "صرخة روح " بجزئه الثالث والذي عرض سابقاً على قناة الجديد اللبنانية وسط انحلال أخلاقي وصل لأدنى مستويات الفن والعمل الدرامي الهادف لإيصال رسالة معينة سواء كانت سياسية أو أخلاقية تدعو لانحلال المجتمع ومحاربة الدين وإظهاره بالصورة المغايرة للواقع أو تغليب هذه الصورة الساقطة على صورة المجتمع السوري المشرقة بكل جوانبها.

وتعتبر نقابة الفنانين السوريين الحاضنة لأمثال هذه الشخصيات أو الدمى الموجهة بأمر المخابرات البعثية لتشويه صوة المجتمع من أسوأ مؤسسات الدولة البعثية والمهيمن عليها من كبار ضباط المخابرات بكل أفرعها وسيطرة القيادة القطرية على قراراتها وأعمالها وانتخاباتها وهذا ما ظهر جلياً بعد قرار النقابة فصل عدد من الفنانين السوريين ممن رفضوا قتل النظام لشعبه وأيدوا الحرية التي يطالب بها الشعب السوري من النقابة بحجة عدم دفعهم الرسوم المستحقة مؤكدة بذلك القرار هيمنة أجهزة المخابرات التي طالما عملت على إظهار الحرية الفكرية وحرية التعبير في مسرحيات غوار الطوشة حكايا المرايا والتي كانت عبارة عن رسائل للعالم كرستها لإظهار تحرر النظام وسماحه للرأي الأخر في دولته وأن هذه المسرحيات والمسلسلات دليل واضح على انتقاد الشعب لنظام الأسد ومخابراته وانتشار الحريات ولكن ما أن غدت هذه الحرية شيئا ملموساً واقعياً حتى تملص الداعين لها أمثال " دريد لحام " وعشرات المرتزقة من الفنانين ووقفوا إلى صف النظام الجائر ضد إرادة الشعب الثائر فكشفوا عن غيهم وكذبهم ومسرحياتهم التي سوقوها للعالم وأثبتوا عبوديتهم المطلقة للبعث وآل الأسد.