الخميس 2018/09/06

إسطنبول.. الزخرفة العربية والعثمانية تتعانقان بلمسة فنان سوري

لم تفقد الزخرفة العثمانية والعربية أهميتها، على الرغم من مرور مئات السنين، وسط محاولات من فنانين، لإعادة إحياء عصرها الذهبي.

ومن بين هؤلاء الفنانين السوري هشام مجيك، الذي سعى إلى الجمع بين الفن العربي والعثماني، ليتعانقا في إسطنبول.

ويهدف الفنان السوري إلى تكوين وحدة متماسكة لصنع الجمال باطناً وظاهراً، الأمر الذي لا نكاد نجده مجتمعاً في أي نوع آخر من الفنون.

مجيك، والذي قدم إلى تركيا من حلب (شمالي سوريا)، قبل أربع سنوات، يقول للأناضول، "كنت أعمل في مهنة الديكور الشرقي والجلسات العربية وترميم المنازل القديمة، كما رسمت لوحات جدارية في أكتر من عاصمة عربية، وصرت أعمل مؤخراً في المهنة كفن أكثر من الحرفة اليدوية".

وأضاف مجيك، والذي يقيم بمنطقة السلطان أيوب بإسطنبول، أنه "بالنسبة للوحات الجدارية التي عملتها في بيروت ودمشق وحلب وإسطنبول ودبي، كلها شكلت الكثير من الأعمال، ومثال من الواقع".

وتابع بأنه "أكتر شيء تأثرت به هو الفن التركي العثماني، وعندما قدمت كنت أعلم بوجود تاريخ وثقافة وزخارف جميلة، ولكن فوجئت كثيراً بالكم الهائل الذي رأيته وتأثرت وعملت بعدها على الزخرفة الشرقية العثمانية".

ومضى الفنان السوري بالقول: "لاحظت أنه يوجد فن الغصن البارز في تركيا، الذي لم أراه في أي مكان آخر، والآن أحاول أن أتعلم وأتطور وأقو بنشر هذا المجال".

وحول مساعدة الجهات الرسمية له، يقول "ساعدتني بلدية أيوب بشكل كبير، واستطعت من خلالهم أن أعمل في دكان لهم، لمدة سنة وشهرين".

ويضيف: "شاركنا بنحو 3 معارض في إسطنبول، كما شاركنا في أنشطة بيوم الطفل العالمي ونشاطات لليتامى ولدينا أصدقاء يساعدونا في التسويق".

ويربط بين قدرته على نقل التوازن بين الفنين، بتأثره الشديد بالفن التركي العثماني، وتاريخه العريق، إلى جانب خبرته في الزخارف العربية، حيث عمل على دمجهما.

ويقول: "عندما أتأثر بزخرفة معينة أعطي نتيجة أفضل في لوحاتي، واللوحات الجدارية التي زخرفتها كنت أحاول نقل الواقع فيها".

ويوضح مجيك، "عندما أرى شيئًا يعجبني ويمثل تاريخا عريقاً أترجمه للوحة جدارية، واستخدم شيئين رئيسيين، الأول الخط العربي كنجارة، والثاني الخطوط الهندسية والزخارف".

بعد 4 سنوات من الإقامة في تركيا تعلم الألوان المطلوبة، وأذواق الجمهور، وأي نوع من الزخرفة يفضله، ويضيف: "الشعب التركي لديه تاريخ عريق، ولم أجد صعوبة على الانتقال لهذا الفن".

وأضاف "المعارض الفنية الثلاث التي شاركت بها كانت جماعية، والإقبال عليها كان من الأتراك والعرب، وأيضا كان يتم البيع للقطع أو الزخارف المميزة للزائرين في المعارض".

ثمة منفذ آخر لتسويق أعماله الفنية يتمثل في البيع بأسواق إسطنبول الجميلة، حيث يقبل الجمهور على القطع الزخرفية.

وتابع "تلقينا مساعدات من قبل بلدية أيوب، وأتمنى أن أمثل هذا البلد الطيب في الخارج".

يستجيب الفنان السوري لرغبة المشتري في حال اختيار اللون ليتنساق مع أثاث منزله، لكن القطعة التي يصنعها لنفسه يختار لونها ويبدعها وفق ذوقه الخاص.

وحول طموحه للمستقبل، يقول الفنان السوري، "أطمح بأن يكون لي موقع أعرض فيه أعمالي، ويراها الجمهور".

إلى جانب هذا يطمح مجيك إلى المشاركة في معارض دولية لتمثيل تركيا كي ينشر هذا الفن على نطاق أوسع بعد التطوير الذي أضافه على الطراز التركي العثماني.

ولا ينسى الفنان السوري أهمية التدريب ونقل خبرته إلى الآخرين، معربًا عن أمله في أن يكون لديه مساحة أكبر لإعطاء دورات تدريبية للمهتمين بلا مقابل.

وتنتشر فنون الزخرفة العثمانية بشكل خاص بأسقف وجدران جوامع إسطنبول، التي تبهر الزائرين.

كما ازدهر تزجيج الخزف في القرن الثامن مع صدر الدولة الإسلامية حيث كان أحد إبداعات الفن الإسلامي، في عدة دول بينها مصر والعراق والشام وخراسان، بحسب مختصين.