الخميس 2021/12/23

“إذاعة دمشق” للسوريين: استحمّوا بالماء البارد

طالبت "إذاعة دمشق" الموالية للنظام السوريين بالاستحمام بالماء البارد في فصل الشتاء القارس، ما أثار سخرية واسعة في البلاد التي تعاني مشاكل خدمية واقتصادية متعددة، وتنقطع فيها الكهرباء لنحو 20 ساعة يومياً بالتوازي مع أزمة محروقات خانقة وفقر يطال أكثر من 85% من السكان بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

 

وتداول سوريون مقطع فيديو نشرته الإذاعة التابعة لوزارة الإعلام، عبر صفحتها الرسمية في "فايسبوك" سردت خلاله فوائد الاستحمام بالماء البارد. فيما كان ضيف الحلقة لاعب كمال الأجسام فادي أصفحاني يروج لما أسماه "دراسات علمية" عن أضرار المياه الساخنة على الجسد البشري. فيما كانت الحلقة ككل تروج لمقولات تفيد أن الانهيار الجاري في البلاد ليس سلبياً بالكامل بل يجب النظر للجانب المشرق من الأمور والابتعاد عن الشكوى.

 

وفي دولة شمولية تنظر للإعلام على أنه أداة من أدوات السلطة تنقل "الخطاب الوطني" لا أكثر، اعتاد السوريون منذ عقود على هذه النوعية من التغطيات التي تطبل للحكومات المتعاقبة والمسؤولين الحكوميين، لكن انحراف الإعلام الرسمي نحو الاستفزاز المقصود بات ظاهرة متزايدة بعد الثورة السورية العام 2011، عطفاً على انهيار الدولة السورية وعجزها عن أداء مهامها وتحولها إلى واجهة للقوى الخارجية والميليشيات الداخلية ورجال الأعمال النافذين.

 

وفيما أثارت الإذاعة غضباً بين الموالين تحديداً إلا أن السخرية كانت الأكثر حضوراً، لأن الإعلام الرسمي وشبه الرسمي بتقديمه لهذه الأخبار والتغطيات يتخذ موقفاً شديد الجدية ويقدم نفسه كإعلام حداثي يحرص على القيم الإنسانية، ويثير هذا التناقض بين الأسلوب والمحتوى فكاهة لا يمكن أمامها سوى الضحك، بالتوازي مع حقيقة أن هذه المواد تذكر السوريين أصلاً بوجود الإعلام الرسمي الذي لا يتابعه أحد تقريباً.