الأربعاء 2015/11/25

أردوغان وأوباما يتفقان على ضَرورةِ تقليصِ التوترِ بعد إسقاط الطائرة الروسية

قالتِ الرئاسةُ التركيةُ إنَّ الرئيسَ التركيَّ رجب طيب أردوغان اتَّفقَ معَ نظيرِه الأميركيِّ باراك أوباما على ضَرورةِ تقليصِ التوترِ بعدَ إسقاطِ الطائرةِ الروسيةِ قربَ الحدودِ السوريةِ التركيةِ أمس ، وأفادتِ الرئاسةُ في بيانٍ لها بأنَّ أوباما جدَّدَ دعمَ بلادِه وحلفَ شَمالِ الأطلسيّ لتركيا وذلكَ في اتصالٍ هاتفيٍّ أجرَاهُ مع نظيرهِ التركيّ أمس.

وأعربَ الرئيسانِ عن التزامِهما بإجراءِ عمليةٍ سياسيةٍ انتقاليةٍ نحوَ السلامِ في سوريا، وعزمِهما المشتَرَكِ على دحرِ تنظيمِ الدولة.

هذا ودعا حلفُ شمالَ الأطلسيِّ إلى التواصُلِ بينَ أنقرةَ وموسكو لتفادي حوادثَ مماثلةٍ لحادثِ إسقاطِ الطائرةِ الروسية، وقالَ الأمينُ العامُّ للحلفِ ينس شتولتنبرغ إنَّ معظمَ الغاراتِ الروسيةِ في سوريا استهدفتْ مناطقَ لا يتواجدُ فيها تنظيمُ الدولة. وأضافَ شتولنبيرغ في مؤتمرٍ صحفيٍّ عَقَدهُ في بروكسل أنَّ تنظيمَ الدولةِ يجبُ أنْ يكونَ العدوَّ المشترَكَ للجميع، على حدِّ وصفه.

وفي هذا السياق .. أكَّدَ الرئيسُ الأميركيُّ باراك أوباما أنَّ من حقِ تركيا الدفاعَ عن مجالِها الجويّ، مشيراً إلى أنَّ تركيا أبلغَتْ حلفَ شَمالِ الأطلسيّ بظروفِ إسقاطِ مقاتلاتِها طائرةً حربيةً روسيةً على الحدودِ مع سوريا.

وقالَ أوباما في مؤتمرٍ صَحَفيٍّ مشترَكٍ معَ الرئيسِ الفرنسيِّ فرانسوا هولاند في واشنطن إنَّ تركيا مثلُ كلِّ البلدانِ لها حقُّ الدفاعِ عن أراضِيها ومجالِها الجوي، مضيفاً أنَّهُ من المُهِمِّ في هذا الوقتِ أن يُجرى حوارٌ بينَ الروسِ والأتراكِ ليعلموا بالضبطِ ما حدث، وأشارَ أوباما إلى أنَّ تركيا أبلغَتِ الحلفَ الأطلسيَّ بظروفِ الحادث، داعياً جميعَ الأطرافِ المَعْنِيّينَ إلى اتخاذِ تدابيرَ بهدفِ احتواءِ أيِّ تصعيد.

ولفَتَ إلى أنَّ حادثَ إسقاطِ الطائرةِ يشيرُ إلى أنَّ المشكلةَ الجاريةَ تَتمَثَّلُ في العملياتِ الروسيةِ ، لأنَّ الروسَ يقومونَ بها بالقربِ من الحدودِ التركيةِ، وأنَّهم يطاردونَ المعارضةَ المعتدلةَ المدعومةَ من عددٍ كبيرٍ من البلدان.

وأوضحَ الرئيسُ الأميركيُّ أنَّ بلادَهُ لم ترفضْ قطُّ أنْ تعملَ روسيا في التحالفِ ضدَّ تنظيمِ الدولة، معتبراً أنَّ التحديَ كانَ يتمثَّلُ في أنَّ روسيا تركِّزُ على تقويةِ رأسِ النظامِ السوريِّ بدلاً من التركيزِ على محاربةِ التنظيم.

من جهته.. دعا هولاند في المؤتمرِ الصَّحَفيِّ إلى تفادي أيِّ تصعيد، مبيِّناً أنَّهم بانتظارِ قيامِ تركيا بتقديمِ جميعِ المعلوماتِ إلى حلفِ النيتو لمعرفةِ ما حدثَ في الحقيقة ، وإذا ما كانتِ الأجواءُ التركيةُ قد اختُرِقَتْ.

وفي ردودِ الأفعالِ الدولية.. عبَّرَ الأمينُ العامُّ للأممِ المتحدةِ بان كي مون عن قلقِه بشأنِ حادثةِ إسقاطِ المقاتلةِ الروسية، ودعا إلى التهدئة.

كما ناشدَ وزيرُ الخارجيةِ الألمانيُّ فرانك فالتر شتاينماير كلاًّ من روسيا وتركيا التعَقُّلَ وإدراكَ مسؤوليتهِما والتحدُّثَ مع بعضِهما بشكلٍ مباشِر، مؤكِّداً أنَّ كلَّ شيءٍ مرتبطٌ حالياً بالشكلِ الذي تبدو عليه ردودُ الأفعالِ اللاَّحِقةُ في موسكو وأنقرة.
بدورهِ ..حثَّ رئيسُ الوزراءِ البريطانيُّ دييفد كاميرون، تركيا وروسيا على التواصُلِ المباشرِ بشأنِ إسقاطِ الطائرةِ لتجنُّبِ انزلاقِ الأمور.

ووصفتِ الخارجيةُ البريطانيةُ حادثَ إسقاطِ الطائرةِ الروسيةِ بأنَّهُ أمرٌ خطيرٌ جدا، مشيرةً في بيانٍ لها إلى أنَّها تسعى إلى معرفةِ المزيدِ من التفاصيلِ بشأنِ الحادثِ وعلى نحوٍ عاجل.

من جهته.. قالَ رئيسُ مجلسِ الأمنِ الدوليِّ ماثيو رايكروفت ، إنَّ المجلسَ يُجْرِي اتصالاتٍ مع كلٍّ من تركيا وروسيا بشأنِ الحادِث.