الأربعاء 2019/05/01

أردنيان يرويان أهوالاً عما يجري بسجون نظام الأسد

كشف مواطنان أردنيّان أُفرج عنهما حديثاً من سجون نظام الأسد جانباً من الأهوال والانتهاكات المرتكبة بحق المعتقلين في تلك السجون، وذلك خلال فترة اعتقالهما.

وفي حديث مع صحيفة الشرق الأوسط قال المواطن الأردني "علاوي البشابشة" الذي اعتقل في اليوم الأول من إعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي العام الماضي، إن أيام اعتقاله في سجون الأسد ”كابوس يخشى أنه لن ينتهي"، مضيفاً أنها "حياة يستحيل على الآدمي الاستمرار معها".

ويشير "البشابشة" إلى أن مسيرته في سجون الأسد بدأت باستجوابات وتحقيقات لدى فرع "الأمن السياسي" في مدينة درعا، ثم نُقل عثب ذلك إلى فرع الفيحاء لـ "الأمن السياسي" في دمشق، وصولاً إلى المخابرات الجوية التي لا تتعامل مع المعتقلين بأسمائهم، بل عبر أرقام، حيث يتوجب على السجين أن يحفظ رقمه، ويحجز له متراً وبضع سنتمترات في زنزانة مساحتها ضيقة جداً تضم عدداً من المحتجزين.

ويؤكد "البشابشة" أنه لم توجه له أي تهمة خلال فترة اعتقاله، كما أنه منع من الاتصال بأي من أفراد أسرته، فيما يشبه حالات "الاختفاء القسري"، مشيراً إلى أنه وبالرغم من كل ما مرّ معه إلا أن "الأردنيين تلقوا معاملة أفضل من الجنسيات الأخرى في المهاجع والزنازين ذاتها".

ويضيف علاوي البشابشة أن معاملة السجّانين معه لم تكن قاسية، كما هو حال تعاملهم مع باقي السجناء، الذين غالباً ما يكونون متهمين بـ”الإرهاب” أو “الإساءة للأسد”، مؤكداً أن هاتين القضيتين “تحملان العذاب لمن تجرأ على الاقتراب منهما”، حسب تعبيره.

ووصف المواطن الأردني جانباً مظلماً مما يجري بسجون النظام بحق المعتقلين، حيث يؤكد أنها الحياة هناك “تفوق الخيال الإنساني، إذ يُقدم لهم طعام لا يستقر في جوف إنسان، كما يجبر كل منهم على استخدام الحمام لمدة دقيقة واحدة في الصباح وأخرى في الليل، مع إجبارهم على خلع ملابسهم الداخلية، والذهاب إلى الحمام عراة، دون توفير مستلزمات النظافة الشخصية”.

أما الأردني الثاني الذي أفرج عنه فهو “بشار صبري الربيع”، واعتقل لنحو شهر وأفرج عنه في التاسع من نيسان الحالي، ويقول إنه “لم يكن يتصور أنه سيعود إلى بلاده مرة أخرى، مشيراً إلى أن المعتقلين كانوا يُمنعون من الصلاة في السجن، مضيفاً: أبلغونا مراراً أنهم لا يريدون مشاهدة أي سجين يصلي، سواء جماعة أو فرادى”.

جدير بالذكر أن نظام الأسد اعتقل عشرات الأردنيين الذين دخلوا إلى سوريا بعد فتح معبر نصيب العام الماضي، عقب سيطرة نظام الأسد على الجنوب السوري إثر عملية التهجير التي أشرف عليها الاحتلال الروسي، ولم يفرج النظام عن جميع المعتقلين رغم مطالب عمان المتكررة بالإفراج عنهم.