الخميس 2019/08/22

هل السجائر الالكترونية الخالية من النيكوتين غير ضارة فعلا؟

رُوج في السنوات الأخيرة للسجائر الالكترونية على أنها بديل أقل ضرراً من السجائر العادية، وخاصة التي يوجد في سائلها فقط نكهة التبغ وليس النيكوتين، ولكن هي فعلا غير ضارة؟

تجيب دراسة حديثة على هذا التساؤل بالقول بأن السجائر الالكترونية حتى لو لم تكن تحتوي على النيكوتين إلا أنها ضارة وتسبب الأذى للأوعية الدموية، وقد تؤدي بمستخدميها للإصابة بالسكتة القلبية والدماغية.

ووفقا لموقع "medical news today" أظهر بحث جديد قام به باحثون من جامعة بنسلفانيا في ولاية فيلادلفيا الأمريكية، أن استنشاق أبخرة السجائر الالكترونية يؤدي لتلف في بطانة الاوعية الدموية ويؤثر أيضا على مستوى تدفق الدم.

وأشار الخبر الذي ترجمته "عربي21"، إلى قيام فريق بحث برئاسة الباحثة "اليساندرا كابوريل" بالنظر في الآثار المترتبة على أبخرة السيجارة الالكترونية على المدى القصير.

وثم طلب فريق البحث من 31 بالغًا يتمتعون بصحة جيدة وغير مدخنين يبلغ متوسط أعمارهم 24 عامًا إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي قبل وبعد استخدام السيجارة الإلكترونية الخالية من النيكوتين، وطُلب منهم آخذ  16 سحبة، استمرت كل واحدة منها مدة 3 ثواني.

وذكر الخبر بأن السجائر الإلكترونية المستخدمة في الدراسة احتوت على البروبيلين غليكول والجلسرين بنكهة التبغ ولكنها لم تكن تحتوي على نيكوتين.

وقام الباحثون أثناء ذلك بربط الساق بشكل مؤقت، بعد ذلك قاموا بقياس الاحتقان التفاعلي "زيادة التروية الدموية التفاعلية" وهي زيادة قصيرة في تدفق الدم بعد انسداد الشرايين.

وأشارت بعض الدراسات بأن "الاحتقان التفاعلي" يمكن أن يكون مقياسًا تنبؤيًا جيدًا لوظيفة الأوعية الدموية ووظيفة بطانتها، رغم أن باحثين آخرين يشككون في مدى موثوقيتها.

إضعاف البطانة

وكشفت عمليات المسح انخفاض تدفق الدم في الشريان الفخذي - وهو الشريان الرئيسي الذي ينقل الدم إلى الفخذ والساق-، كما لاحظ الفريق انخفاض زيادة التروية الدموية التفاعلية.

وخلص الباحثون بناء على هذه النتائج إلى أن "استنشاق أبخرة السيجارة الإلكترونية الخالي من النيكوتين قد أثر بشكل عابر على وظيفة بطانة الأوعية الدموية لدى المشاركين غير المدخين.

والبطانة هي عبارة عن طبقة رقيقة من الخلايا تبطن داخل الأوعية الدموية، والبطانة التالفة تعني ضعف الدورة الدموية والشرايين السميكة، مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية وسكتة دماغية.

وعلى وجه التحديد وجدت الدراسة أن تمدد الشريان الفخذي انخفض بنسبة 34 في المئة، كما انخفض معدل تدفق الدم الذروة بنسبة 17.5 في المئة بعد استنشاق الأبخرة، في حين انخفضت مستويات الأكسجين الوريدي بنسبة 20 في المئة، وانخفض احتقان الدم التفاعلي بنسبة 26 في المئة تقريبا.

وعلق "فيليكس دبليو ويرلي" أستاذ العلوم الإشعاعية والفيزياء الحيوية والمشارك وأحد اعضاء فريق البحث على النتائج بالقول: "على الرغم من أن سائل السجائر الإلكترونية قد يكون غير ضار نسبيًا، فإن عملية التبخير يمكن أن تحول الجزيئات - في المقام الأول البروبيلين غليكول والجلسرين - إلى مواد سامة".

وأضاف: "إلى جانب الآثار الضارة للنيكوتين، أظهرنا أن أبخرة السيجارة الالكترونية لها تأثير مفاجئ وفوري على وظيفة الأوعية الدموية في الجسم ويمكن أن يؤدي إلى عواقب ضارة على المدى الطويل".

وتابع: "يتم الإعلان عن السجائر الإلكترونية على أنها غير ضارة، وأن العديد من مستخدمي السجائر الإلكترونية مقتنعون بأنهم فقط يستنشقون بخار الماء، لكن المذيبات والنكهات والمواد المضافة في القاعدة السائلة بعد التبخير، تعرض المستخدمين لآذى مضاعف في الجهاز التنفسي والأوعية الدموية".

وخلص بالقول: "بوضوح إذا كان هناك تأثير سلبي بعد استخدام للسجائر الإلكترونية لمرة واحدة فقط، فيمكنك أن تتخيل نوع الضرر الدائم الذي يمكن أن يحدث بعد استخدامها بانتظام على مدار سنوات".

من جهته قال اخصائي امراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية عمار العوايشة: "نحن كأطباء قلب ننصح الناس بترك التدخين بشكل عام، ولكن في حالة عدم الاستطاعة ننصحهم بتدخين السيجارة الالكترونية فهي أقل ضررًا".

وتابع العوايشة في حديث لـ"عربي21": "تكمن مشكلة هذه الدراسات أن بعضها قد يكون ممول من شركات التبغ، ومن ناحية التأثير السلبي للمواد الموجودة في السيجارة الالكترونية من المبكر الحديث عنه، وهل هذه السوائل آمنة أم لا؟ لأن الموضوع بشكل عام جديد ولا نعلم كيف يكون تأثير هذه المواد على المدى القصير أو البعيد".

وأضاف: "أيضا لا يمكن الحكم على هذه الدراسة الأمريكية، خاصة أن السيجارة الالكترونية انتشرت هناك أكثر بين المراهقين، وهم غير مدخنين ولكنهم يستخدمونها بشكل شره، مما أدى لظهور أعراض ومشاكل صحية كالتي ذكرتها هذه الدراسة".

ولفت إلى أنه: "إلى الان لا يوجد نتيجة دقيقة حول آثر السيجارة الالكترونية على صحة الانسان، ولكن أعود واكرر بأننا ننصح من لا يستطيعون ترك التدخين باستخدام السيجارة الالكترونية لأنها أخف ضرر من السيجارة العادية، خاصة أنه الأخيرة تعتمد على الاحتراق بعكس الأولى التي تعتمد على التبخير".

وأوضح بأن "السيجارة العادية يوجد فيها أول اكسيد الكربون، وحينما يتم احتراق وتفاعل المواد الأخرى داخلها، يؤدي ذلك لإنتاج مواد ضارة بجسم الانسان".