الأربعاء 2017/03/15

ناسا تختبر أدوات استشعار الحياة للمريخ

تسعى إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إلى التحقق مما إذا كانت المركبة الفضائية المتجولة التي سترسلها  في مهمة "المريخ 2020" قادرة حقا على حفر التربة لجمع العينات والبحث عن علامات حياة في الوقت ذاته، ولذلك أمضى فريق من العلماء الشهر الماضي بأكمله يختبرون أدوات في أكثر المواقع جفافا على سطح الأرض وهو صحراء أتاكاما.

وتعتبر هذه الصحراء التي تغطي ألف كيلومتر من ساحل المحيط الهادئ غربي جبال الأنديز بأميركا الجنوبية، مكانا مثاليا لاختبار الأدوات التي تخطط ناسا لإرسالها إلى المريخ، وذلك لأن جفاف تلك الصحراء يعادل جفاف أرض المريخ ويتعرض لهجوم مستمر من الأشعة فوق البنفسجية.

والميكروبات في هذه الصحراء تعيش تحت الأرض أو داخل الصخور، وإذا كانت هناك حياة على المريخ فإن ناسا تتوقع العثور عليها في أماكن مشابهة.

واستخدم فريق ناسا مركبة فضائية متنقلة تدعى "كريكس-2"، وهي المرة الثانية التي يجري فيها اختبار أدوات مريخية في الصحراء، بعد التجربة الأولى في فبراير/شباط 2016، لكنهم هذه المرة استخدموا ثلاث أدوات لاستشعار الحياة التي ستزودهم بالعينات مباشرة باستخدام ذراع المركبة.

وإحدى هذه الأدوات الثلاث هي نسخة معدلة من "مختبر الكيمياء الرطبة"، التي كانت أيضا جزءا من مهمة المركبة فونيكس إلى المريخ في 2007. كما عَدَّل العلماء "مستشعر علامات الحياة" الذي استخدموه العام الماضي، وتبرع بهذا المستشعر مركز علم الأحياء الفلكية الإسباني وبإمكانه البحث عن مُركَّبات حيوية من خلال إجراء العديد من الاختبارات البيوكيميائية.

أما الأداة الثالثة فتدعى "محلل الحياة الميكروفلويديك"، وهي إضافة جديدة كليا على المشروع، وقد ابتكرها علماء ناسا لعزل الأحماض الأمينية، اللبنة الأساسية للحياة، عن عينات ضئيلة جدا من السائل.

وقال مسؤول فريق "دراسات مركبة أتاكاما لحفر الأحياء الفلكية" بريان غلاس إن "تركيبة الحفارة والمركبة وذراع الروبوت تصرفت بشكل جميل في الميدان".

ولم ينته الفريق من عمله بعد، حيث سيعود لمهمتين إضافيتين تستمران حتى 2019، وفي العام المقبل يخططون لوصل الأدوات بالمركبة لمعرفة إن كان بمقدورها القيام بالحفر بشكل سليم مع وجود أدوات استشعار الحياة.