الأثنين 2018/08/20

مهن تنتعش في الأعياد

هكذا دأب المسلمون قبل العيد؛ أن يشتروا ملابس جديدة ويستعدّوا لأيام هي الأكثر فضلاً وبركة وسعادة.

فالدِّين يُوصي بأن يفرح الناس بالعيد؛ فهي أيام مباركة تُغفر فيها ذنوب حجيج بيت الله، ومن ينحر الذبائح تطبيقاً للشريعة الإسلامية.

وعليه، تنتعش عدة مهن في الأيام التي تسبق العيد، ولعل من بين أبرز هذه المهن الخياطة والحلاقة.

حتى وقت قريب كان الناس يتزاحمون عند الخياطين لخياطة ملابسهم الجديدة، فالملابس الجاهزة قد تكون أغلى، فضلاً عن ذلك، فالناس كانوا يحبّون أن تكون ملابسهم وفق تصميم خاصّ، وقد يُضيفون على الملابس ما يرغبون به، وهو ما لا يتوفّر في الملابس الجاهزة.

خياطو اليوم، في الأغلب، يعملون على إصلاح الملابس القديمة، أو إضافة تعديلات على الملابس الجديدة، فبحسب خياطين تحدّثوا لـ"الخليج أونلاين" فإنهم لا يستطيعون منافسة الملابس الجاهزة في الأسعار.

لكن عمل الخياطين ما زال منتعشاً بفضل أعمال تحسين الملابس الجديدة، فضلاً عن ذلك فإن الشعوب العربية تفضّل خياطة ملابسها التقليدية الشعبية، وهو ما يزيد من بقاء هذه المهنة وانتعاشها في المناسبات كالأعياد، وهذا سرّ ازدهار هذه المهنة قبل أيام من قدوم العيد.

أما الحلاقة فهذه يصحّ أن يقال عنها بأنها تقاوم الزمن، ووفقاً لحلاقين فإنها المهنة التي لا يمكن لها أن تختفي من الوجود.

وحين يقترب العيد من الأبواب تعجّ صالونات الحلاقة الرجالية بالزبائن، وهذا أمر طبيعي.

علاوة على هذا، أغلب الحلاقين يعتمدون في هذه الأيام على تسجيل أسماء زبائنهم ليحجزوا موعداً لهم.

يقول معتز النمر، وهو حلاق عراقي عمل في بغداد قبل سفره إلى خارج بلده ووصوله إلى الولايات المتحدة، إن مهنته لها موسم مثل العديد من المهن، والأعياد هي مواسم العمل المكثّف.

وذكر في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أنه عمل في عدة دول بعد نزوحه برفقة عائلته من بغداد بفعل الأوضاع الأمنية المتردّية منذ سنوات.

وأوضح قائلاً: "مارست مهنتي في سوريا وتركيا، والآن أمارسها في أمريكا.

جميع الأماكن والبلدان التي عملت فيها متشابهة في هذا الخصوص.

حتى في أمريكا؛ فأغلب زبائني من المسلمين ومن جنسيات مختلفة".

واستطرد قائلاً: "دأبت على السهر حتى الصباح قبل أيام العيد. تقلّ ساعات نومي إلى ساعتين أو ثلاث في اليوم الواحد؛ إقبال الزبائن الكثيف يجبرني على ذلك".