الخميس 2019/03/28

رواد الذكاء الاصطناعي يفوزون بجائزة نوبل للتكنولوجيا.. ماذا قدموا؟

أصبحت أجهزة الكمبيوتر ذكية للغاية خلال العشرين عامًا الماضية، وقاربت بذكائها ذكاء البشر، وكل هذا التطور الذي نشهده ما كان ليتم لولا وجود علماء مثابرون قضوا ساعاتٍ طوال وبذلوا جهداً شاقّاً في تطوير المعالجات والشبكات والرقائق الالكترونية.

يوم الأربعاء، تم تكريم ثلاثة من أبرز رواد الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم وهم العلماء "جيفري هينتون" و"يان ليكون" و"يوشا بينجو"، بجائزة "تورنج" التي تعتبر جائزة "نوبل" للتكنولوجيا.

ويأتي مع الجائزة مكافأة بقيمة مليون دولار تمولها "جوجل"، وهي شركة أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من الحمض النووي الخاص بها.

وتمثل هذه الجائزة أحدث تقدير للدور الفعال الذي من المرجح أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في إعادة تحديد العلاقة بين الإنسانية والتكنولوجيا في العقود المقبلة.

وقال شيري بانكيك، رئيس رابطة آلات الحوسبة، المجموعة التي تقف وراء جائزة تورينج: "إن الذكاء الاصطناعي هو الآن أحد أسرع المجالات نمواً في كل العلوم، أحد أكثر المواضيع التي يتم الحديث عنها في المجتمع".

وعلى الرغم من أنهم عرفوا بعضهم البعض منذ أكثر من 30 عامًا ، إلا أن بينجو وهينتون وليكون عملوا بشكل منفصل على تقنية تعرف باسم "الشبكات العصبية".

والتقنية هي المحركات الإلكترونية التي تعمل على تشغيل المهام مثل التعرف على الوجه والكلام، وهي المجالات التي قطعت فيها أجهزة الكمبيوتر خطوات هائلة خلال العقد الماضي.

وتعد هذه الشبكات العصبية أيضًا مكونًا مهمًا للأنظمة الآلية التي تعمل على أتمتة مجموعة واسعة من الأنشطة البشرية الأخر ، بما في ذلك القيادة.

وقال هينتون في مقابلة مع وكالة أسوشيتيد برس: "لفترة طويلة، ظن الناس أن ما يفعله الثلاثة منا كان هراء، لقد ظنوا أنّ ما نفعله مضيعة للوقت، رسالتي إلى الباحثين الشباب هي، لا تتأخر إذا أخبرك الجميع بأن ما تفعله سخيف".

بينما تبعث ثورة الذكاء الاصطناعي الآمال بأن تجعل أجهزة الكمبيوتر حياة معظم الناس أكثر راحة ومتعة، إلا أنها تثير المخاوف من أن البشرية ستعيش في نهاية المطاف تحت رحمة الآلات.

ويشارك كل من بينجو وهينتون وليكون بعض هذه المخاوف، وخاصة سيناريوهات تطوير اسلحة دمار، والتي يمكن أن تسبب نهاية العالم.

لكنهم أكثر تفاؤلاً حول احتمالات أخرى من الذكاء الاصطناعى، فتمكين أجهزة الكمبيوتر من تقديم تحذيرات أكثر دقة حول الفيضانات والزلازل، على سبيل المثال، أو اكتشاف المخاطر الصحية، مثل السرطان والنوبات القلبية، في وقت أبكر بكثير من الأطباء البشر.

وقال هينتون:"هناك شيء واحد واضح للغاية، التقنيات التي طورناها يمكن استخدامها لكمية هائلة من الخير تؤثر على مئات الملايين من الناس".