الأربعاء 2017/05/10

دراسة علمية تثبت بشكل قاطع خطأ الاعتقاد بأن ضرب الأطفال يساهم في تربيتهم وتقويمهم

يتلقى 60% من الأطفال حول العالم نوعاً من أنواع العقوبة البدنية، حسب ما أفادت به اليونيسيف. كما أن الشكل الأكثر شيوعاً لهذه العقوبة هو الضرب على الأرداف؛ إذ ما يزال معظم الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية يرون أن الضرب مقبول، على الرغم من أن FiveThirtyEight ذكرت في تقاريرها أن نسبة الأشخاص الذين يوافقون على الضرب قد تدنّت من 84% في عام 1986 إلى حوالي 70% عام 2012.

وكتبت "إليزابيث جيرشوف" من جامعة تكساس في أوستن، و"أندرو جروغان كايلور" من جامعة ميشيغان، في تحليل تلوي جديد لدراسة البحث المتعلق بالضرب على المؤخرة والأطراف وتداعياته على الأطفال، كتبا: "إن مسألة ما إذا كان ينبغي للوالدين أن يضربوا أطفالهم أم لا لتصحيح سوء السلوك، إنما تربط بين نظريات متعددة من منظور أخلاقي وديني وحقوق الإنسان".

وقد أثار الباحثون المخاوف من أن التحليلات التلوية السابقة قد حدّدت العقوبة البدنية على نحو واسع، بما في ذلك السلوكيات الأكثر قسوة والأكثر تعسفية إلى جانب الضرب. بالنسبة لهذا التحليل التلوي، قاموا بتعريف هذا النوع من ضرب الأطفال على أنه "ضرب الطفل على منطقة المؤخرة أو الأطراف باستخدام اليد المفتوحة".

علاوةً على ذلك، شعر أولئك الباحثون بالقلق إزاء ربط الضرب على المؤخرة بالنتائج السلبية على الأطفال وحسب في دراسات لم تكن مهمة من الناحية المنهجية. ذلك أنه من الصعب لنا أن نقوم بدراسة النتائج على أرض الواقع بهذه الطريقة؛ كما لا يوجد سوى عدد قليل من الدراسات التجريبية التي اشتملت على أمهات اعتدن ضرب أولادهن وأخريات عزفن عن ذلك. وقد ضُمِّنت الدراسات المذكورة في هذا التحليل، إلى جانب بعض الدراسات المستعرضة والطولية، ووصل عددها إلى 75 دراسة، كما إن 39 مادة من بينها لم تخضع لأي تحليلات تلوية سابقة. وإجمالاً، شملت هذه الدراسات بيانات عن 160.927 طفلاً.

كما أخذ الباحثون أحجام التأثير لهذه الدراسات بعين الاعتبار ليعرفوا مدى قوة نتائجها، وقد خلصوا إلى وجود 111 حجم تأثير مختلف لـ 75 دراسة (وكانت بعض هذه الدراسات قد اشتملت على أكثر من نتيجة واحدة). ومن بين الأحجام الـ 111 المختلفة، توصلت 108 منها إلى أن الضرب كان مرتبطاً بنتائج سلبية، وكانت 78 من النتائج السلبية ذات دلالات إحصائية. بينما أشارت ٩ نتائج فقط إلى احتمال وجود فائدة للضرب على المؤخرة، وواحدة فقط من بين تلك النتائج التسع كانت لها دلالة إحصائية.

كما تقول الدراسة: "وبالتالي، من بين 79 حجم تأثير ذي دلالة إحصائية، ٩٩% تشير إلى صلة بين الضرب على الأطراف والمؤخرة والنتائج التي تُلحق الضرر بالطفل". وكانت هذه النتائج كالتالي: "تدني مستوى الأخلاق الداخلي والعدائية والسلوك المعادي للمجتمع ومشاكل في السلوك الخارجي ومشاكل في السلوك الداخلي ومشاكل في الصحة العقلية بالإضافة إلى العلاقة السلبية بين الطفل والوالدين وضعف القدرة المعرفية وتراجع تقدير الذات فضلاً عن خطر التعرّض للإيذاء الجسدي من الآباء".

وقد استُبعدَت أشكالٌ أقسى من سوء المعاملة من التحليل المذكور، لذلك تُظهر هذه الدراسة أن أسلوب الضرب على الأرداف لوحده يعرّض الأطفال لمشكلات خطيرة. كما درس الباحثون مجموعة فرعية من الدراسات قارنت ما بين الضرب على المؤخرة والعنف الجسدي، لتكتشف أن كلا الأمرين يرتبطان بنتائج سلبية "متشابهة في الحجم ومتطابقة في الاتجاه".

وانطلاقاً من أن أسلوب الضرب هذا ما يزال شكلاً شائعاً ومثيراً للجدل من العقوبات، فإن دراسة متأنية للأبحاث ستكون مهمة بالنسبة للآباء وصنّاع السياسة على حد سواء.

كما خلص الباحثون هنا إلى أنه "ما من دليل على أن الضرب على المؤخرة له فوائد للأطفال، بل إن جميع الأدلة تشير إلى المخاطر والأضرار التي يتسبب بها ذلك الأسلوب".