السبت 2020/06/13

من الشمال إلى الجنوب.. مظاهرات تعم المدن اللبنانية

أصيب 19 متظاهراً و4 عسكريين، في مواجهات بمدينة طرابلس شمال لبنان، اليوم السبت، عندما اعترض متظاهرون شاحنتين محملتين بالمواد الغذائية، قالوا إنها كانت في طريقها إلى سوريا، وفق شهود عيان ومنظمة طبية.

وتجددت المظاهرات في عدة مدن لبنانية احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والأزمة الاقتصادية وللمطالبة بالإصلاحات السياسية.

ففي طرابلس (شمال)، أفاد شهود عيان لوكالة الأناضول، بأن عدداً من المتظاهرين اعترضوا شاحنتين محملتين بالمواد الغذائيّة عند منطقة "أبوعلي"، متهمين السائقين بتهريب هذه المواد إلى سوريا لدعم نظام بشار الأسد.

ووفق المصادر نفسها، عمل المتظاهرون على إيقاف الشاحنتين، وسط الطريق، فتدخلت على الفور قوة من الجيش قامت بإبعاد الشبان المتظاهرين، فحدثت مواجهات بين الطرفين، حيث ألقى الشبان الحجارة على قوات الجيش التي قامت بملاحقتهم كما أطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع.

من جانبها، أعلنت غرفة جهاز الطوارئ والإغاثة (منظمة طبية غير حكومية)، في بيان، إصابة 23 شخصاً بينهم 4 عسكريين، جراء تلك الأحداث، التي لا زالت مستمرة.

وأضافت غرفة جهاز الطوارئ أنها عملت على إسعاف المصابين، ونقلت 9 منهم إلى مستشفيي "طرابلس" الحكومي و"الإسلامي" (خاص) للعلاج، دون تفاصيل.

وفي بيروت، انطلقت مسيرة من منطقة بشارة الخوري باتجاه ساحة رياض الصلح، وسط العاصمة، تحت عنوان "لا لحكومة المحاصصات، نعم لحكومة انتقالية بصلاحيات استثنائية".

وبحسب الأناضول، حمل مئات المحتجين الأعلام اللبنانية، ولافتات تطالب بمحاسبة الفاسدين على وقع أغانٍ ثورية.

وندّد المحتجون بالسياسة المتبعة من جانب الطبقة السياسية الحاكمة، وطالبوا بـ"استرجاع الأموال المنهوبة".

ونفّذ عشرات الشبان مشهداً تمثيلياً رمزياً في ساحة الشهداء (وسط بيروت)، مرتدين اللباس الأسود، حيث افترشوا الأرض بأجسادهم مشكّلين كلمة "لبنان"، ووضعوا أمامهم على الأرض تابوتاً مغلفاً بالقماش الأسود، تعبيراً منهم عن "وجود إبادة اقتصادية بحق الشعب اللبناني والبلد بشكل عام".

وفي صيدا (جنوب)، انطلقت مسيرة من وسط المدينة، شارك فيها مئات المحتجين تحت شعار "فلتسقط سلطة العجز والفشل والفساد"، ورددت نفس الهتافات السابقة.

وفي وقت سابق السبت، قال وزير الداخلية، محمد فهمي، عبر تويتر: "إنّنا كما أكّدنا على حماية المتظاهرين السلميّين وقمع المشاغبين، فإن القوى الأمنية ستعمل على ملاحقة المخلّين بالأمن ومَن قاموا بتكسير وتحطيم الأملاك العامة والخاصة في قلب بيروت، وإحالتهم على القضاء المختص".

وتشهد العديد من المناطق اللبنانية، منذ أيام، تحركات احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.

ومنذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، يشهد لبنان احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية، أجبرت حكومة سعد الحريري على الاستقالة في 29 من الشهر نفسه، وحلت محلها حكومة حسان دياب في 11 فبراير/ شباط الماضي.