الثلاثاء 2022/01/18

العاصفة الثلجية “هبة”.. معاناة لبنانية بأسبوع التجمد

يضرب اللبنانيون، مساء اليوم الثلاثاء، موعداً مع "هبة".. تسمية أطلقتها الأرصاد الجوية في لبنان على عاصفة ثلجية ستحل ضيفاً قارساً على سكان البلاد المنهكين بتأثيرات أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخهم، والتي يعانون في ظلها من صعوبة تأمين تكاليف أبسط مقومات الحياة، وعلى رأسها تكاليف التدفئة الضرورية للبقاء خلال شتاء لبنان القاسي.

"هبة" لم تكن أول الضيوف، إذ سبقها بالوصول منخفض جوي نهاية الأسبوع الماضي اكتست خلاله مرتفعات لبنان كافة بالثلوج، وانتهى بسيطرة موجة قوية من الصقيع والجليد بلغت صباح أمس الاثنين السواحل اللبنانية، التي سجلت درجات حرارة تدنت بشكل ملحوظ عن معدلاتها السنوية، ووصلت إلى عتبة الصفر شمالاً في طرابلس وعكار، ليحل من بعدها مناخ قطبي ناجم عن دخول البلاد تحت تأثير موجات "المنخفض الأيسلندي"، الذي يسيطر على كامل الحوض الشرقي للبحر المتوسط.

و"الأيسلندي" عبارة عن منخفض ضغط جوي شبه دائم، يتمركز شمال المحيط الأطلسي بين آيسلاندا وجرينلاند، وبين خطي العرض 60° و65° شمالاً، ويعتبر هذا المنخفض دون المداري واحداً من مراكز الضغط الجوي الأساسية لنصف الكرة الأرضية الشمالي. يتسع خلال فصل الشتاء حينما يكون البحر أدفئ نسبيا من اليابسة بينما يتقلص حجمه بشكل كبير خلال فصل الصيف.

وتفاوتت تقديرات الخبراء بين من اعتبر أن هذه العاصفة ستكون الأشد قسوة وبرودة على لبنان منذ 30 عاماً، وبين من قارنها بموجة صقيع مشابهة شهدتها البلاد عام 2015 في حين تسري توقعات تفيد بأن العاصفة ستغطي 70% من الأراضي اللبنانية بالثلوج.

الصقيع يشل البلاد

أول تأثيرات الموجات القطبية اختبرها اللبنانيون يوم أمس الاثنين وصباح اليوم الثلاثاء، حيث لف الجليد كافة المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 600 متر فوق سطح البحر، قاطعا الطرقات الجبلية بين المناطق والقرى، مجمداً كل أشكال الحركة فيها، إذ فضل معظم سكان تلك المناطق التزام منازلهم، عوضاً عن التوجه إلى أعمالهم ومصالحهم في ظل الطقس المتجمد.

وأغلقت القوى الأمنية عدداً كبيراً من الطرقات الجبلية ولاسيما الطرقات الدولية التي تشهد كثافة سير بسبب تكون طبقات سميكة من الجليد أدت إلى تسجيل عدد من حوادث السير نتيجة الانزلاق، وانتشرت مقاطع مصورة من مناطق عدة لاسيما في منطقة الكحالة وعاليه وصولاً إلى بحمدون وحمانا حيث يمر الطريق الدولي المؤدي إلى محافظة البقاع، حيث سجل سلسلة حوادث سير أدت إلى انقطاع الطريق كما هو حال معظم الطرق الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر.