الأربعاء 2019/12/25

إندبندنت: كيف يمكن قراءة مهرجان “ميدل بيست” وتناقضات الرياض؟

تناولت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مهرجان "ميدل بيست" الغنائي الدولي، المثير للجدل، والذي احتضنته العاصمة السعودية الرياض في سابقة تاريخية.

وأشارت الصحيفة إلى مفارقاته، حيث ذكرت أن القادمين للبلاد يجدون في المطار من يقدم لهم أوراقاً مطبوعة تحت عنوان "السلوك المناسب"، الذي يجب تتبعه في المملكة، بنصح الرجال والنساء بعدم ارتداء الملابس الضيقة والتأكيد على النساء بضرورة ارتداء ملابس تغطي الكتفين والركبتين.

في المقابل، أكدت الصحيفة أن "عارضات الأزياء الشهيرات ومساعدي التجميل الخاصين بهن احتشدوا أمام المسرح المقام في الرياض كما فعل رواد الحفل مرتدين السترات والبناطيل الجلدية السوداء، في ما كان يبدو أمرا مستهجنا في المملكة قبل سنوات".

وأشارت الصحيفة إلى أن النساء والرجال رقصوا، وذكرت أن الحدث الذي استمر لثلاثة أيام في الرياض جذب أكثر من 130 ألف زائر في اليوم الأول فقط، فيما وصل سعر التذكرة إلى 75 ريالا سعوديا.

وكانت صحيفة "الغارديان" تناولت موضوع المهرجان أمس وأكدت أن مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي شنوا حملة على من يعرفون بالمؤثرين "إنفلونسرز" للدور الذي لعبوه في الترويج لمهرجان موسيقي عقد في العاصمة السعودية الرياض، وسط اتهامات لهم بتلقي أموال لقاء تبييضهم صورة المملكة المتهمة بقمع الناشطين وقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا العام الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن مهرجان "ميد ل بيست" الموسيقي يحمل كل مواصفات المهرجان الموسيقى الإلكتروني ذي الميزانية العالية.

وتضمنت قائمة المشاركين أسماء كبيرة مثل ديفيد غويتا وستيف أوكي، وكذلك العارضتان المشهورتان جوان سمولز وأليساندرو أمبروسيو، والممثلان آرمي هامر وإد ويستويك. وقالت إن المهرجان حفل بالكثير من طلاء الوجه الفلوري (من مادة الفلورسنت التي تتوهج في الضوء) والكثير من أضواء النيون.

وأشارت الصحيفة إلى أن المظاهر الاحتفالية هي في السعودية -التي كانت حتى وقت قريب تمنع احتفالات كهذه- وليس في كاليفورنيا ولا في صحراء نيفادا. وجرى المهرجان خلال عطلة نهاية الأسبوع واعتبره منظِّموه "أكبر حدث في المنطقة". وقالت إن الكثير من المشاهير الذين حضروا المهرجان يتهمون بالتورط في "تحسين صورة" السعودية.

وكانت السعودية أعلنت في أيلول سبتمبر الماضي، أنها ستبدأ بمنح تأشيرات سياحية للأجانب. وقامت الحكومة بتغييرات تجعل من المكان أكثر جاذبية للسياح، بما في ذلك السماح للأشخاص الأجانب غير المتزوجين بحجز غرفة فندق معا والسماح للنساء المسافرات لوحدهن باستئجار غرف فنادق.

وذكرت الصحيفة أنه وبعد هذه التغييرات وافق عدد من المؤثرين على القيام برحلات مدفوعة الأجر تغطي كلفتها السعودية، وقاموا بنشر تعليقات متملقة على منصات التواصل الاجتماعي.

ولدى من حضر منهم مهرجان "ميد ل بيست" أتباع بالملايين، فيما وثق الكثير منهم تجربتهم في المهرجان على وسائط التواصل الاجتماعي. وكان من الملاحظ غياب أي ذكر لسجل المملكة الفقير في حقوق الإنسان. وقال الممثل آرمي هامر على "إنستغرام" إن المهرجان "بدا وكأنه نقلة ثقافية".

 

وكان جدل واسع تفجر في مواقع التواصل الاجتماعي بالسعودية، بعد توارد شهادات حول تعرض فتيات للتحرش الجنسي، خلال فعاليات المهرجان.

ومهرجان الموسيقى الذي أقيم للمرة الأولى ضمن فعاليات "موسم الرياض" على مدار ثلاثة أيام (19-21 كانون الأول/ ديسمبر)، عكّره بحسب ناشطين كثرة حوادث التحرش الجنسي ضد النساء.

ونشرت ناشطة قيل إنها أمريكية فيديو تتحدث فيه عن تجربتها في "ميدل بيست الرياض"، وتقول إنه تم التحرش بها رغم عدم فعلها أي أمر يثير غريزة الشبان، وتابعت أنها شاهدت بعينها كيف يتم التحرش بنساء محجبات ويرتدين العباءات.

 

وشهد هاشتاغ "#تحرش_ميدل_بيست" مشاركة واسعة من قبل مغردين أمريكيين وأوروبيين.

وقالت هيئة الترفيه إن مهرجان "ميدل بيست" استقطب خلال ثلاثة أيام أكثر من 400 ألف زائر.

ويعد المهرجان أكبر وأضخم مهرجان للموسيقى الإلكترونية في العالم، حيث يتسع لـ200 ألف شخص، وأقيمت فعالياته على خمسة مسارح كبرى.