الثلاثاء 2018/05/29

مؤشرات على تفاهمات بين إسرائيل وروسيا حول وجود إيران في سوريا

يستعد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للقيام بزيارة إلى أوروبا في محاولة لتجنيد دول مركزية فيها لجانب إسرائيل ضد إيران بما يتعلق بتواجدها في سوريا وبالاتفاق النووي معها وبالتزامن تؤكد مصادر روسية ما نقلته مصادر إسرائيلية حول تبني موسكو موقف تل أبيب في هذا المضمار. وقال نتنياهو في الكنيست أمس إنه سيزور أوروبا الأسبوع المقبل ويلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وربما ايضا تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية. لافتا إلى أنه سيبحث معهم صد الطموحات النووية الإيرانية وصد التمدد الإيراني في الشرق الأوسط.

وتابع نتنياهو إنه سيعرض موقف إسرائيل بأوضح الأشكال وقال «لدينا خبرة طويلة. كانت هناك سنوات حين وقفنا لوحدنا ضد هذين التهديدين واعتقد أن الأمور قد تغيرت إيجابيا. وبطبيعة الحال سأعرض الأمور التي تعتبر ضرورية بالنسبة لأمن إسرائيل ». زاعما أن موقف إسرائيل في الشأن السوري واضح: نؤمن أن لا مكان لأي تواجد عسكري إيراني في أي جزء من الأراضي السورية. وأضاف ملمحا لمواقف غربية وروسية «هذا يعكس ليس موقفنا فحسب بل يمكنني أن أقول بكل ثقة إن هذا الموقف يعكس أيضا مواقف أطراف أخرى في الشرق الأوسط وخارجه. هذا سيكون المحور الرئيسي للمناقشات التي سأجريها هناك ».

كما قال إنه سيمثل إسرائيل في الاحتفالات التي ستقام في فرنسا لإحياء ذكرى مرور 70 عاما على إقامة العلاقات الثقافية المتنوعة بين إسرائيل وفرنسا. هناك الكثير للاحتفال به ». ونقلت وكالة الإعلام الروسية، عن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، قوله أمس، إن قوات الأسد هي الوحيدة التي يجب أن تتواجد على الحدود الجنوبية لسورية القريبة من الأردن والجولان السوري المحتل، في إشارة إلى القوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك في موسكو مع وزير خارجية موزامبيق جوزيه كوندونجوا باتشيكو.

وكانت مصادر إسرائيلية قد تحدث في السابق حول التوصل إلى تفاهمات مع روسيا بشأن مناطق خفض التصعيد في الجنوب السوري، وذلك في إطار اتفاق روسي أمريكي بالتنسيق مع الأردن، حيث طالب الجانب الإسرائيلي بإبعاد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، بما في ذلك مليشيا "حزب الله" ، إلى مسافة تصل إلى 60 كيلومترا داخل العمق السوري، «بما يضمن أمن إسرائيل».

وفي سياق متصل، قال لافروف للصحافيين بعد لقائه وزير الخارجية الموزمبيقي: «أنا شخصيا لم أر الأنباء التي تحدثت عن تحضير الولايات المتحدة خطة تتضمن سحب قواتها من قاعدة التنف العسكرية. كما قلت سابقا، لقد اختلقت هذه المنطقة بشكل مصطنع ولأسباب غير مفهومة بتاتا من وجهة النظر العسكرية ». وأشار لافروف إلى أن الجانب الروسي خلال اتصالات بين العسكريين الروس والأمريكيين يلفت انتباه الجانب الآخر لهذه النقطة. وأوضح الوزير الروسي علانية للمرة الأولى إلى أن قوات الأسد هي الوحيدة التي يجب أن تتواجد على الحدود الجنوبية لسوريا. مؤكدا أن الاتفاق على إنشاء منطقة لخفض التوتر جنوب غربي سوريا نص منذ البداية على أن فوات الأسد فقط يجب أن تبقى على تلك الحدود. وعبر، أمس، المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، عن تقديرات المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل أن روسيا مستعدة لمناقشة إبعاد أو سحب القوات الإيرانية أو «الميليشيات» الموالية لها، وعلى رأسها مليشيا "حزب الله"، من المنطقة التي تستطيع أن تشكل منها تهديدا على إسرائيل.

وقال هرئيل إن التغير في الموقف الروسي جاء إثر الضربات العدوانية الإسرائيلية على مواقع في سوريا في العاشر من أيار / مايو الجاري، وذلك لتخوف روسيا من أن تتسبب الهجمات الإسرائيلية بزعزعة نظام الأسد. واعتبر هرئيل أن بشار الأسد، بات غير معني بالوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، وذلك لتجنب احتكاك مباشر مع إسرائيل »، إذ تزعم التقديرات العسكرية الإسرائيلية أنها دمرت نصف قدرة الدفاعات الجوية لنظام الأسد خلال الغارات التي أعلنت عن تنفيذها، مؤخرا، ضد أهداف إيرانية.

يشار إلى أن إسرائيل شنت سلسلة غارات عدوانية على أهداف في سوريا ادعت أنها عسكرية إيرانية، قتل فيها ضباط إيرانيون، بينهم المسؤول عن منظومة الطائرات دون طيار الإيرانية في سوريا.