الجمعة 2021/12/03

نظام الأسد يبقي المناطق المحررة تحت ضغط القصف قبيل انعقاد أستانة

 

قصفت قوات النظام مجدداً أمس الخميس، بلدات عدة في عمق محافظة إدلب شمال غربي سورية، في سياق استراتيجية متعمدة غايتها إبقاء المناطق الخارجة عن سيطرتها تحت وطأة الاستهداف اليومي والضغط، خصوصاً قبيل جولات مسار أستانة التفاوضي، إذ من المقرر التئام اجتماع جديد لهذا المسار خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي.

وقال مراسل شبكة الجسر إن طفلة توفيت متأثرة بجراحها جراء قصف قوات النظام بقذائف كراسنبول الليزرية على أطراف مدينة بنش شرق إدلب صباح أمس الخميس، وأضاف أن مدنيين آخرين أصيبوا بالقصف نفسه، مشيراً إلى أن القصف طال بلدة سرمين في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ما تسبب بدمار واسع في الممتلكات.

وتتعرض بلدات وقرى في محافظة إدلب، منذ أشهر، لقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام، وجوي من الطائرات الروسية، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين. ويحدث ذلك لإبقاء المناطق الخارجة عن سيطرة النظام بحالة عدم استقرار.

ومن المفترض عقد جولة جديدة من مفاوضات أستانة قبل نهاية العام الحالي، وستكون الجولة 17 في سياق هذا المسار، الذي كان بدأ مطلع عام 2017 في العاصمة الكازاخية نور سلطان. وعُقدت الجولة السابقة منتصف العام الحالي، لكن لم يخرج الثلاثي الضامن لتفاهمات هذا المسار (تركيا، روسيا، إيران) بأي اتفاقات يمكن أن تفضي إلى حلول جدية في العديد من الملفات الميدانية والسياسية التي دأب هذا المسار على تناولها على مدى أربع سنوات.

ومن المتوقع أن يفتح الجانب الروسي في الجولة المقبلة ملف الطريق الدولي "أم 4"، والذي يصل الساحل السوري بمدينة حلب شمال البلاد، والذي يعبر الجزء الأكبر منه ضمن محافظة إدلب. ويدفع الروس باتجاه استعادة الحركة التجارية على هذا الطريق، وهو ما يعني ترتيب الأوضاع الميدانية في ريف إدلب الجنوبي لصالح النظام، الأمر الذي يرفضه الأتراك الذين يحرصون على عدم حدوث موجات نزوح جديدة خصوصاً أن الريف يضم نحو نصف مليون مدني. كما من المتوقع أن يتناول الثلاثي الضامن الأوضاع في منطقة شرقي نهر الفرات التي تعيش توتراً، تحديداً في ريف الرقة الشمالي حيث بلدة عين عيسى، وفي ريف الحسكة الشمالي الغربي حيث بلدة تل تمر.