الثلاثاء 2019/09/10

قيادي بتحرير الشام يكشف وجود “فساد مالي وعسكري” بالهيئة

أدلى القيادي في هيئة تحرير الشام "أبو العبد أشداء" بتصريحات كشف فيها عن وجود قضايا فساد إداري ومالي وعسكري في الهيئة، فضلاً عن اتهامه للهيئة بالتسبب بسقوط الكثير من المناطق من خلال انصياعها للتفاهمات الدولية، وذلك في تسجيل مصور نشره على حسابه الرسمي في تلغرام أمس الاثنين.

الوضع العسكري

قال القيادي في التسجيل الذي حمل عنوان “كي لا تغرق السفينة” إن الهيئة لا تشغل سوى ربع نقاط الرباط في الشمال، كما إنها لا تدعم الفصائل الأخرى بالرغم من أنها من أغنى الفصائل الموجودة في المنطقة وتتحكم بالموارد، مستائلاً أنه إذا لم تنفق الأموال في السلاح والمعارك لصد الحملات العسكرية الروسية فأين ستنفق ؟.

وأكد أبو العبد انصياع الهيئة للتفاهمات الدولية وانسحابها من منطقة "شرق السكة" في إشارة للسقوط الكبير من المناطق بيد النظام مطلع عام 2018 في أرياف حلب وإدلب، وصولاً إلى مطار أبو الظهور، بالرغم من أنها كانت تمتلك كل مقومات النجاح حسب قوله.

إهمال تحصين المحرر

واتهم القيادي في تحرير الشام الهيئة بأنها لم تستطع الدفاع عن مناطق الشمال السوري المحرر والقيام بواجبها، إذ إنها لم تهتم خلال المعارك الأخيرة بفتح المحاور القتالية والإكثار من الهجوم على مواقع النظام، كما أهملت التحصين والتمويه ولم ينفق على ذلك إلا مال يسير من دخل الهيئة، مؤكدا أن قيادة الهيئة ما تزال تنظر بطريقة سطحية تجاه المعركة و كانت تعلم بهجوم قوات النظام ومليشياته على قلعة المضيق بريف حماة قبل شهرين، ومع ذلك لم تجهز العدّة المناسبة، مشيرا إلى أن كثيراً من المناطق شمال وغرب حماة وجنوب إدلب سقطت مؤخراً بعد تفاهمات أستانا، ولم تعد هيئة تحرير الشام إلا فصيلاً كغيره من الفصائل، حسب تعبيره.

مصادرة ملايين من "الزنكي"

وأضاف أبو العبد أن هيئة تحرير الشام تلقّت أول تشكيلها دعماً بمبلغ ١٠٠ مليون دولار، مضيفاً أن دخل الهيئة شهرياً بعد السيطرة على مقدرات المنطقة المحررة يبلغ ١٣ مليون دولار.

وأضاف "أبو العبد أشداء" أن الهيئة عندما قاتلت حركة “نور الدين الزنكي” صادرت منها ١٠ مليون دولار و١١٠٠ آلية متنوعة، بالإضافة إلى مستودعات ومعامل للسكر وغيره، مشيرا إلى أن دخل الهيئة الشهري للعسكريين والذي يعادل 650 ألف دولار أمريكي يكفي جميع عناصر الفصائل في إدلب لو كانت بأيدٍ أمينة، حسب قوله.

فساد مالي

وأشار "أبو العبد أشداء" إلى أن المقاتل في الهيئة يحلم بـ100 دولار أمريكي شهرياً بينما موظفو المعابر يتجاوز راتبهم 250 دولاراً، وأضاف أبو العبد أن الهيئة احتكرت تجارة المحروقات، الأمر الذي تسبب بتوقف ١٠٠ ألف شخص عن العمل ممن كانوا يزاولون مهنة تجارة المحروقات.

وأضاف أن هناك فساداً مالياً في الهيئة من خلال فساد المعابر وما يتقاضاه عناصر الهيئة من إتاوات من اللاجئين ومرافقي المرضى، مشيرا إلى أن الهيئة تجبر الفلاحين على بيع محاصيلهم الزراعية بأسعار قليلة، ثم تبيعها لتجار يوصلونها إلى مناطق سيطرة النظام.

لم تعد مشروع أمة

وصعد القيادي في تحرير الشام من لهجة الخطاب ضد الهيئة قائلاً إنها لم تعد مشروع أمة ولا جماعة ولا تيار، بل تحولت إلى "حقل تجارب شخصية، أقامت حكومة ومجالس صورية، ومن يخالف رأي القادة يتم تهميشه وتسفيهه وتخوينه ومحاربته"، مشيرا إلى أن "أشخاصاً استبدوا فيها ، والشورى عندهم ما أريكم إلا ما أرى".

وأضاف أن للهيئة مخبرين وكتبة تقارير يتجسسون على القادة والمقاتلين فيها لمعرفة ولائهم للقيادة، وعلى أساس التقارير الأمنية تمنح العطايا والمناصب أو تحجب ويفصل المغضوب عليهم.