الأربعاء 2020/02/12

فصام سياسي مزمن.. موسكو تحمل أنقرة مسؤولية التصعيد بإدلب!

اتهمت موسكو، اليوم الأربعاء، أنقرة "بعدم الالتزام" بالاتفاقات التي أبرمت بين الجانبين حول الأوضاع في محافظة إدلب.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن موسكو "لا تزال ملتزمة بالاتفاقات مع أنقرة، لكنها تعتبر أن الهجمات في إدلب غير مقبولة وتتنافى مع الاتفاق مع أنقرة". في إشارة إلى اتفاق سوتشي الموقع بين الرئيسين التركي والروسي في سوتشي عام 2018.

وأضاف بيسكوف: "تعهد الجانب التركي على وجه الخصوص، بموجب هذه الوثيقة (الاتفاق)، بضمان تحييد الجماعات الإرهابية في إدلب"، وأضاف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف: "ما زلنا نلاحظ بكل أسف أن تلك الجماعات تنفذ هجمات من إدلب على القوات السورية وتقوم أيضاً بأعمال عدائية ضد منشآتنا العسكرية".

في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي: "نرى أن سبب التدهور الحالي يعود إلى عدم التزام تركيا بشكل مزمن بتعهداتها في إطار مذكرة سوتشي، المبرمة يوم 17 أيلول 2018، ونقل أنقرة عناصر من ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة الموالية لها إلى شمال شرق سوريا".

وأكدت زاخاروفا أن روسيا "لا تزال متمسكة بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار عملية أستانا، ومصممة على مواصلة العمل المشترك الرامي إلى تنفيذها بصورة كاملة".

وتابعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: "نتوقع أن يواصل المسؤولون الروس والأتراك في الفترة القادمة العمل على وضع حل شامل لقضية إدلب. ومؤخرا زار وفد روسي من وزارتي الخارجية والدفاع أنقرة، ويجري الآن وضع جدول أعمال للاتصالات الجديدة عبر القنوات الوزارية".

وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأوضاع في إدلب، والأضرار التي ألحقها نظام الأسد وروسيا بالقوات التركية.

جاء ذلك في تصريح للصحفيين عقب اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان في العاصمة أنقرة.

وأضاف أردوغان: "بحثنا تطورات الأوضاع في إدلب مع بوتين، وتطرقنا على وجه الخصوص إلى الأضرار التي ألحقها نظام الأسد وحتى روسيا بقواتنا".

وأشار إلى أنه اتفق مع بوتين على إجراء لقاءات بين مسؤولي وزراتي الدفاع والخارجية والاستخبارات في كلا البلدين في أقرب وقت في العاصمة موسكو.

وقبل ذلك، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن وفداً لبلاده سيزور العاصمة الروسية موسكو، خلال الأيام المقبلة، لمواصلة المباحثات حول مستجدات الأوضاع في محافظة إدلب.

وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده من أكثر المتأثرين من الوضع في سوريا منذ أعوام، وأوضح أن وفداً تركياً سيزور موسكو خلال الأيام المقبلة، لإجراء مباحثات حول وقف إطلاق النار في إدلب.

وأضاف: "في حال لم يتم التوصل إلى أية نتيجة خلال هذه المرحلة، فإن عزمنا وموقفنا واضح، وسنقوم بما يلزم".

وتشهد العلاقة بين أنقرة وموسكو توتراً غير مسبوق منذ حادثة إسقاط تركيا مقاتلة روسية في تشرين الثاني 2015، على خلفية تقدم قوات الأسد بدعم روسي في محافظة إدلب، في انتهاك لاتفاق أبرم بين أردوغان وبوتين عام 2018 حول وقف إطلاق النار في المحافظة.