السبت 2020/02/22

ديلي تلغراف: قوات نظام الأسد تقتل المدنيين عمداً

ذكر تقرير حصري لصحيفة "ديلي تلغراف" اللندنية أن قوات نظام الأسد أطلقت النار عمداً على المدنيين المسنين في الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، وتربصت بالنقاط العسكرية التركية لمهاجمتها، في خرق مباشر لاتفاق وقف إطلاق النار، وفق اتصالات لاسلكية مترجمة اطلعت عليها الصحيفة.

وأشار التقرير إلى أن نظام بشار الأسد يستهدف المدنيين بانتظام في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات، ولكن نادراً ما يكون هناك دليل يثبت تعمد الهجمات.

وتكشف التسجيلات اللاسلكية كيف فتح الجنود من الفرقة 25 لقوات النظام -قوة المهمة الخاصة النخبوية المعروفة بقوات النمر- النار على مجموعة من النسوة العجائز.

ووفقاً للتسجيلات تعقّب الجنود النساء في سيارة تقف خارج منزل قريب من كفر حلب في حلب الغربية، يوم 11 فبراير الجاري. وكان يبدو أن النساء يجمعن ملابس ومتعلقات أخرى وهن يستعددن للهرب من تقدم قوات النظام.

ويبدو أن أحد الجنود أعرب عن انزعاجه من إطلاق النار على النساء وهو يقول لزملائه: "إنها تبدو كبيرة في السن، ومن الواضح أنها قادمة لحزم أمتعتها ثم تغادر".

ويجيب آخر: "أنا أشاهدهن، هن على وشك دخول أحد المنازل يالا (هيا)! سأطلق النار الآن"، قبل أن يمكن سماع نيران مدفع رشاش سريع. ويقول له ضابطه: "أطلق النار أطلق النار، أنا أراقبك".

وذكرت الصحيفة أن التقارير المحلية المتوافقة مع تاريخ ووقت الاتصالات اللاسلكية تشير إلى أن النساء قتلن في الهجوم، وأردفت بأن استهداف المدنيين عمداً جريمة حرب بموجب القانون الدولي

وألمحت "ديلي تلغراف" إلى أن الاتصالات اعترضت بعد أن اكتشف مراقبون في مرصد قريب التردد اللاسلكي للجيش، ومن ثم نقلوه إلى الصحيفة عبر مجموعة نشطاء مستقلة هي مركز "ماكرو ميديا".

وأضافت الصحيفة أنها نشرت الشهر الماضي تسجيلات مسربة للمجموعة نفسها، تكشف عن وجود مليشيات إيرانية وأفغانية تقاتل مع قوات فيلق القدس، التي اغتيل قائدها الجنرال الإيراني قاسم سليماني ببغداد في يناير الماضي، بشمالي سوريا.

وقالت الصحيفة إن الهجمات على المدنيين أصبحت جزءاً من استراتيجية الحكومة لترهيب السكان المحليين؛ حتى يفروا من مناطق الثوار، مما يسهل القبض عليهم.

وأمس الجمعة، أبلغ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي، بضرورة كبح جماح النظام السوري في إدلب، وتطبيق كامل بنود مذكرة سوتشي.

والثلاثاء الماضي، قالت مسؤولة المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت: إن "سوريا تشهد حالياً أكبر حركة نزوح منذ بداية الحرب"، محمّلة النظام السوري والأطراف الداعمة له مسؤولية ذلك.

وأضافت، في بيان صادر عنها، أن الوضع الإنساني في شمال غربي سوريا "يدعو للدهشة"، مؤكدة أنه وبحسب معطيات الأمم المتحدة فقد نزح 900 ألف مدني سوري منذ مطلع ديسمبر 2019.

وفي مايو 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلهم إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.

وعلى الرغم من تفاهمات لاحقة أبرمت لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير الماضي، فإن قوات النظام وداعميه تواصل شنّ هجماتها على المنطقة.