الأحد 2020/11/08

دبلوماسي سابق: هكذا ستتعامل إدارة “بايدن” مع الملف السوري

أبدى الدبلوماسي السوري السابق، المقيم في واشنطن، بسام بربندي، تفاؤلاً حذراً بانفراجة "قريبة" قد يشهدها الملف السوري، وذلك بعد إعلان فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، برئاسة البيت الأبيض.

وفي حديث خاص لموقع "عربي21"، قال بربندي إن الديمقراطيين يتعاملون مع الملف السوري بحساسية شديدة، لأنهم يدركون أنهم كانوا سبباً من أسباب المأساة السورية، وذلك نتيجة طريقة تعاطي إدارة باراك أوباما السابقة مع الملف السوري.

وعلى ذلك، يؤكد بربندي، أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا لن تختلف كثيراً عما كانت عليه في فترة رئاسة دونالد ترامب، مستدركاً: "ما سيتغير مقاربة الملف، بمعنى آخر، إن سياسة إدارة ترامب تجاه سوريا، هي جزء من سياسة أوسع تجاه إيران، حيث مارست هذه الإدارة سياسة الضغط الكبير على طهران، وسمحت كذلك لإسرائيل بقصف مواقع عسكرية بشكل أوسع مما كانت عليه زمن إدارة أوباما، والواضح أن إدارة بايدن ستغير من طريقة تعاطيها في الملف السوري، بعزل هذا الملف الإنساني عن الملف الإيراني".

وقال بربندي: "الواضح أن إدارة بايدن، ستتعامل مع الملف السوري من وجهة نظر إنسانية"، مضيفاً: "باعت إدارة أوباما سوريا مقابل التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وهذا الأمر لن يتكرر مرة ثانية، ما يعني بالضرورة تحريك مسار الحل السياسي، وفق القرارات الأممية".

وحسب الدبلوماسي السوري، فإن فرص تحقيق انفراجة في الملف السوري باتت أكبر من السابق مع فوز بايدن، وقال: "لا يعني أن الحل سيكون مرضياً للشعب السوري، وإنما لن تعيد إدارة بايدن تكرار الأخطاء في الملف السوري، الأخطاء التي اعترف فيها أكثر من مسؤول سابق في إدارة أوباما".

ومضى قائلاً: "القول بأن الإدارة الديمقراطية الجديدة ذاهبة إلى فرض الحل في سوريا، لا يعني مطلقاً أن هناك رغبة لدى الإدارة بتغيير النظام، بل حل الأزمة بالحد الأدنى من الأضرار والتوافق".

ولفت بربندي، إلى أن إدارة بايدن ستكمل إرث إدارة ترامب، أي الاستمرار بالعقوبات الاقتصادية على نظام الأسد، لكن مع تفعيل الخط الدبلوماسي مع روسيا وإيران، لحل الملف السوري.

من جانبه، قال الباحث بالشأن السوري، طالب دغيم، إن سياسة إدارة ترامب حول سوريا لم تكن سياسة متوازنة ومشتتة، ما بين سحب القوات وإعادتها.

وأضاف لـ"عربي21": المتوقع في عهد بايدن أن تضع إدارة بايدن مقاربة جديدة، عنوانها تخفيف التوتر مع إيران، بالمقابل سُتجابه الولايات المتحدة روسيا.

وبهذا المعنى، يعتقد الدغيم أن إدارة بايدن ستعزز وجودها العسكري شرق الفرات، لمنع سيطرة الروس على الجغرافيا السورية، بموازاة ذلك ستفعل إدارة بايدن "اللجنة الدستورية" للتوصل إلى حل سياسي سوري.

وقبل تقديم استقالته، كان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، قد استبعد أن يكون لنتائج الانتخابات الرئاسية في بلاده أي تأثير على تواجدها العسكري في سوريا، بغض النظر عن المرشح الفائز.

وأضاف قبل أيام: "أياً كان الفائز في الانتخابات، لا أتوقع حدوث أي تغيير في نقاط تواجد الوحدات العسكرية الأمريكية في سوريا، ولا في العقوبات المفروضة على نظام الأسد، ولا في إرادة واشنطن طرد إيران من سوريا".

وكانت تقارير صحفية قد نقلت عن أحد مستشاري بايدن، قوله إن الأخير سيحافظ على وجود قوات عسكرية في شمال شرق سوريا لأنها أظهرت "ردعاً" للغارات الجوية التي تشنها قوات روسيا والنظام، وفي الوقت ذاته ستبحث عن طرق لتعزيز العمليات التركية في إدلب.