الخميس 2022/01/06

حليف أردوغان يطالب بإعادة السوريين إلى بلادهم

تصاعد الجدل حول قضية اللاجئين السوريين في تركيا بالتوازي مع تصاعد مطالبات المعارضة بالتوجه إلى الانتخابات المبكرة، واتسعت الدائرة لتشمل حزب «الحركة القومية» الحليف لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم الذي رأى أن «عودة السوريين إلى بلادهم فور تهيئة بيئة آمنة لهم تشكّل ضرورة وطنية لتركيا».

 

وقال رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، إن إعادة اللاجئين السوريين والأفغان إلى بلادهم فور إنشاء بيئة آمنة وسلمية ومستقرة لهم هي ضرورة وطنية بالنسبة لتركيا.

 

وكرر بهشلي موقفه من القضية في تغريدة عبر «تويتر» أمس (الأربعاء)، غداة إثارتها أمام اجتماع نواب حزبه بالبرلمان أول من أمس، حيث ذكر أن تركيا تتحمل العبء الأكبر فيما يخص قضية الهجرة، مضيفاً أنه «لسوء الحظ تركيا هي الدولة الأكثر تضحية فيما يخص قضايا الهجرة، بينما هي أقل دولة تلقت نصيباً من الدعم».

 

وأضاف أن تراكم اللاجئين على حدود بيلاروسيا وبولندا، والمعاملة غير الإنسانية من اليونان للمهاجرين في البر والبحر، هي قضايا خطيرة تحتاج إلى حلول سريعة.

 

وخلافاً لموقف حليفه، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن بلاده ستواصل فتح أبوابها للسوريين «اليوم وغداً» كما سبق وفعلت من قبل.

 

وقال رداً على تصريحات لقادة في المعارضة التركية، كرروا فيها تعهداتهم بإعادة السوريين إلى بلادهم حال فوزهم بالانتخابات المقبلة في تركيا: «إننا لا نبحث عن أماكن لإرسال إخواننا السوريين إليها». وهاجم إردوغان، منذ أيام، زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، كمال كليتشدار أوغلو، الذي أكد أكثر من مرة أن حزبه سيُنهي مشكلة اللاجئين السوريين خلال أشهر بعد تولي الحكم في تركيا، وسيهيئ الظروف اللازمة لعودتهم إلى بلادهم، قائلاً: «السيد كمال ينظر إلى إخوته السوريين بعين العدو، أما نحن فبعين الحب... والمؤمنون بالتأكيد إخوة، ولا نبحث عن أماكن لإرسال إخواننا إليها».

 

وتحول ملف اللاجئين السوريين، مبكراً، إلى ملف مساومات بين حزب «العدالة والتنمية» برئاسة إردوغان وأحزاب المعارضة، وذلك قبل عام ونصف العام من موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في يونيو (حزيران) 2023، وتعهد كليتشدار أوغلو، قبل يومين، مجدداً، بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بـ«الطبل والمزمار» في حال وصول المعارضة إلى السلطة.

وقال كليتشدار أوغلو: «لا تقلقوا، سنرسل إخوتنا السوريين جميعهم إلى بلادهم بالطبل والمزمار، خلال عامين على أبعد تقدير... لست عنصرياً أبداً، ولكن ليعش السوريون بسلام في بلدهم، ويمكنهم القدوم إلى هنا كسياح إذا أرادوا... أبوابنا مفتوحة».

 

وتعهد كليتشدار أوغلو بإعادة العلاقات مع النظام، مشيراً إلى أن هذه ستكون أولى الخطوات التي سيقوم بها حزبه على صعيد السياسة الخارجية في حال وصل إلى الحكم، وفاز في الانتخابات المقبلة.

 

ويعانى اللاجئون السوريون في تركيا، منذ أشهر، ازدياد التحريض العنصري ضدهم، لا سيما من حزب «النصر» القومي المعارض، الذي يرأسه أوميت أوزداغ، الذي أقدم مؤخراً على تصرف مع صاحب محل للمجوهرات، سوري حاصل على الجنسية التركية، حيث طالبه خلال جولة له في مدينة إزمير (غرب تركيا) بإبراز تراخيص المحل وتصريح العمل الخاص به، مبرراً ذلك بأنه أراد التأكد من حصوله على الجنسية التركية، ولم يقصد أي شيء آخر.

 

وأضاف أوزداغ، في بيان تناقلته وسائل إعلام تركية، أن هدفه من رؤية صاحب محل المجوهرات هو السياسة، ولا شيء سواها، وأنه أضاف مالك ذلك المحل لجدول أعماله، لكونه نموذجياً.

 

وقوبل تصرف أوزداغ مع مالك المحل بضجة واسعة في البلاد، ما دفع مديرية الأمن في الولاية للتقدم بشكوى ضده، بتهمة التحريض على الكراهية، وانتهاك خصوصيات المواطنين، واستغلال المنصب.