الجمعة 2022/04/22

تقرير يكشف النقاب عن شبكة سجون “داعش” في سوريا

تعرض السوريون خلال السنوات العشر الماضية لأقسى أنواع الانتهاكات في العصر الحديث، وذلك باعتراف دولي، ولم تكن هذه الانتهاكات تصدر من جهة واحدة، بل من جهات مختلفة اجتمعت على ارتكاب الجرائم بحق السوريين، لكن أسوأ تلك الجرائم على الإطلاق جرائم نظام الأسد، وتنظيم داعش الإرهابي.

ولعل أهم ما ميز جرائم كل من دمشق وداعش، هو اختفاء جثث الآلاف من القتلى من المعتقلين والمفقودين، وبشكل ممنهج ومدروس، خاصة من قبل دمشق حيث نظمت مجموعة من المقابر الجماعية الموزعة بشكل منتظم، فيما استخدم داعش المقابر الجماعية ولكن بشكل أقل تنظيما.

الكشف عن مقابر خلفها داعش

قال المركز السوري للعدالة والمساءلة ومقره واشنطن، في تقرير نشره اليوم الخميس، إن انتهاكات داعش تدخل ضمن نطاق الجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، بل وحتى الإبادة الجماعية في بعض الحالات، مؤكدا على حق عائلات المفقودين والضحايا من قتلى داعش في “معرفة الحقيقة بشأن مصير أحبائها”.

وأضاف التقرير الذي حمل عنوان ” إحياء الأمل: البحث عن ضحايا داعش من المفقودين”، أنه تم اكتشاف ما يقرب من 6 آلاف جثة في عشرات المقابر الجماعية التي أقامها داعش في شمال شرق سوريا، حيث يشكل هذا الرقم، ما يقرب من نصف العدد الإجمالي للأشخاص المفقودين في الشمال الشرقي لسوريا، وفقا للتقرير، على الرغم من اختلاف تقديرات المفقودين، بين منظمة حقوقية وأخرى.

شبكة واسعة من السجون

يقول التقرير أنه ولأول مرة، الشبكة الواسعة من مراكز الاحتجاز التي كانت مسرحا لحالات الاختفاء التي تورط فيها تنظيم داعش، حيث كانت الأجنحة المختلفة للتنظيم تستخدم بشكل منهجي هذه الشبكة المكونة من 152 مركزا ومعسكرا تدريبيا وسجونا أمنية سرية، لاعتقال المدنيين المختطفين وأعضاء الجماعات المسلحة المنافسة، بينما تم تسجيل 33 مركز احتجاز في مدينة الرقة وحدها.

وكشف التقريرعن ثلاثة أنواع رئيسة لتلك المراكز، وهي مراكز الحسبة التي كانت الأكثر انتشارا على اعتبار أنها كانت تضم أشخاصا ارتكبوا مخالفات بسيطة في نظر التنظيم، ومراكز الشرطة الإسلامية التي كان يسجن بها أشخاص تم تطبيق قانون داعش المدني والجنائي في حقهم، والسجون الأمنية كانت تستخدم لاحتجاز المعتقلين الذين ّيعدهم التنظيم من ذوي الأهمية السياسية أو يشكلون تهديدا له.

أما حول كيفية تنفيذ الاعتقالات، فقد أفاد التقرير أن داعش كان يعتقل الناس في سياقات مختلفة؛ حيث يأخذهم من المدن في وضح النهار، ومن المنازل خلال مداهمات ليلية ومن الحواجز بين المناطق الإدارية المختلفة الواقعة تحت سيطرته، مضيفا أن أطول وأوسع سلسلة من التنقلات التي وثقها تتعلق بالمعتقلين الذين بدا أن داعش كان ينوي استخدامهم في عمليات تبادل السجناء، قبل أن يتم حجزهم ثم اختفاء أثرهم، ومشيرا إلى أن القرار الأهم هو نقل المعتقل إلى سجن أمني ليختفي كل أثر له بعد ذلك.