في خطوة طبية هي الأولى من نوعها على الصعيد العالمي، تمكن فريق طبي فرنسي من زراعة القصبة الهوائية لإثني عشر مريضاً يعانون بشكل خاص من أمراض سرطانية، في مستشفى بن سينا، بمنطقة ” بوبيني “، في ضاحية العاصمة الفرنسية باريس، خلال الفترة ما بين عامي 2009 و 2017.
هذا الانجاز الطبي غير المسبوق، الذي حققه الفريق الفرنسي، عبر إعادة بناء القصبة الهوائية، سبق أن فشل جراح إيطالي استخدم تقنية مخالفة في انجازه، حتى أنه تسبب في فضيحة.
وقــام الجراح إيمانويل مارتينو وفريقه برزع أجهزة اصطناعية (من قطعة من النسيج الأبهري تأخذ من متبرعين)، سمحت بعلاج المرضى الاثني عشر، الذين كانوا يعيشون مع (Tracheotomy) أي “ثقب القصبة الهوائية”.
اتنظر الجراحُ الفرنسي وقتا طويلا قبل تقديم نتائج العمليات الجراحية، التي أجراها بين عامي 2009 و2017، قبل أن يقدمها، يوم الأحد الموافق 20 مايو / أيار الجاري، على هامش مؤتمر الجمعية الأمريكية لأمراض الصدر، بمدينة سان-دييغو، الأمريكي. والذي أوضح فيه أن المرضى الــ 12 الذين خضعوا للجراحات على يد فريقه الطبي، عانوا من أمراض معظمها سرطانية خطيرة للغاية ومعقدة، لكنهم تماثلوا للشفاء، بفضل التقنية التي تم استخدامها، والتي تتجنب، على سبيل المثال، إزالة الرئة في حالة السرطان أو العيش مع «ثقب القصبة الهوائية» (Tracheotomy) مدى للحياة.
وأضاف الجراح الفرنسي أن النتائج مشجعة للغاية! ، حيث لم تظهر مضاعفات خطيرة، بعد 90 يوما من إجراء العملية.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل هذا الانجاز الطبي الذي حققه البروفسيور إيمانويل مارتينو وفريقه، سبق وأن كانت هناك محاولة، عبر تقنية مختلفة، قام بها الجراح الإيطالي باولو ماشياريني، الذي يعد رائد زراعة القصبة الهوائية في الرئة. غير أن المرضى الــ 8 الذين أخضعهم للجراحة، في الفترة مابين 2011 و2014، توفوا جميعهم، بعد أن أظهرت نتائج هذه الجراحات الطبية تشوهات خطيرة لدى المرضى، مما أثار جدلا كبيرا، أدى إلى إقالته عام 2016 من معهد كارولانسكا في أستوكهولم.
اقرأ المزيد
