الأحد 2016/09/18

ماحقيقة التعاون النفطي بين تنظيم الدولة ونظام الأسد… وقائع تتكشف للمرة الأولى

التقيت به البارحة قادما من سوريا منذ أشهر قليلة سألته عن عمله هناك فقال لي أعمل في تمديد خطوط الغاز والنفط تصميماً وتنفيذاً واشرافاً.

سألته أين؟ قال في تدمر وبادية حمص والرقة ثم سألته مستغرباولصالح من تعمل؟ أليست هذه أرض تحت سيطرة تنظيم الدولة ؟

قال : نعم هي كذلك ، أما أنا فأعمل عند النظام.

قلت مستدرجاً: لا غير معقول لصالح النظام في أرض تنظيم الدولة وخطوط غاز وبترول؟

قال لا تستغرب يا أخي من رأى ليس كمن سمع ، نعم في أرض تنظيم الدولة وحمايتهم وتقديمهم خدمات وتسهيلات العمل والدعم اللو جيستي والعمل لصالح النظام.

قلت له ولكن كيف والى أين هذه الانابيب ؟ قال لي الى هناك عبر القلمون وتابع  قائلا سأقول لك سرا آخر ستندهش له أكثر هل تعرف شيئا ( كونك من سكان المنطقة)عن مشروع توينان ؟ قلت: اعرف عنه بعض المعلومات،  هو مشروع ضخم لم ينته ومنذ ما قبل 2008 العمل مستمر فيه وهو معمل لتصنيع الغاز ونقله تقوم بتنفيذه شركة روسية بكلفة خيالية تقدر بأكثر من عشرين مليار ليرة .

قال : ولكن ما لا تعرفه أن احتياطي الغاز فيه شيء خيالي لا يمكن تصديقه ويعتبر ثاني أكبر بئر للغاز في العالم وستندهش أكثر اذا علمت ان العمل فيه لا يزال مستمرا تحت حماية تنظيم الدولة حتى هذه اللحظة والخبراء الروس والعمال المحليين يقومون بأعمالهم وكأن لا شيء حولهم.

قلت مستغربا ومستدرجا: معقول ؟ هذه المنطقة منذ زمن تحت سيطرة التنظيم  كيف ذلك؟

قال : اذا لن تستغرب الآن لماذا 50% من تنظيم الدولة هم من الروس ويقومون بمهمة الحماية؟

وأكمل حديثه قائلا : هذا ليس كل شيء ألا تلا حظ أن تنظيم الدولة والنظام ومليشيا حزب الله يستقتلون للوصول الى القلمون والسيطرة عليها وهل تعلم أن منطقة القلمون لديهم اهم من دمشق؟

قلت الاحظ ولعلها منطقة ذات موقع استراتيجي تربط بين مختلف مناطق سوريا.

قال تلك نصف الحقيقة اما النصف الآخر الذي لا يعرفه الا قلة قليلة جدا وهو أن المنطقة تحتوي على مجموعة ضخمة من آبار الغاز واكتشافاته و أن هناك تفاهمات بين النظام وروسيا كي تستثمر روسيا هذه الآبار لقاء حصة لعصابة النظام لا تتجاوز أذن الجمل ولكن هذه الأذن ستكون مبلغا ضخما لا يمكنك تخيله.

أردف قائلا : اذن ليس عبثا تلك الهجمات تنظيم الدولة على الثوار متزامنة مع هجمات مليشيا حزب الله بهدف احكام السيطرة على المنطقة وما فيها من ثروات وتأمين خط الغاز القادم من حقل توينان مرورا بالقلمون الى الساحل.

قلت له كلامك مقنع ومنطقي ، فأجاب بحدة: يا أستاذ هذه حقائق وليست استنتاجات قابلة للصح والخطأ ، أنا من أصمم وأشرف على كل مشاريع تمديد الخطوط وأعرف المنطقة شبرا شبرا.

قلت له مستدرجا اكثر لمزيد من حقائق عايشها واقعا: ولكن تنظيم الدولة سيطر على مناطق عسكرية للنظام هناك وقتل المئات بعد معارك طاحنة فكيف تريدني ان اقتنع تماما بعلاقتها مع النظام.

ضحك الصديق واستمر قائلا: نعم انها طاحنة كما أشيع ولكن لن تصدق اذا قلت لك ان لا معركة حدثت لا هناك ولا في تدمر وقد كنت هناك أعايش الاحداث عن كثب.

ما حدث يا صديقي هو انسحاب منظم ومتفق عليه حيث قام النظام بسحب كل الجنود العلويين وأبقى جنود السنة مع أوامر بعدم إطلاق النار ابدا دخل التنظيم دون حدوث أي اشتباك وقتلوا من قتلوا واسروا من اسروا.

قلت اذن ما الغاية ولماذا لم يبق النظام طالما ان الجيب واحد؟

قال لي: يا اخي هذه المنطقة لروسيا وليست للنظام بموجب عقود وتفاهمات بين النظام والروس قديمة قبل الثورة ومن الطبيعي ان تحرس وتحمى من قبل جنود روس لذلك كان التنظيم 50% من تركيبتها روس مدربين تدريبا عاليا ويقومون بدور الحماية ويتوسعون باتجاه السيطرة وانتزاع الأرض من المجاهدين الاحرار.

قلت له والله ان حديثك فسر الكثير من غوامض الأمور فقال لي: هذا ما يفسر تدخل روسيا في المنطقة, حاشدة الكثير من القوة التي لا يمكن تفسيرها تفسيرا ساذجا لحماية الأسد وطائفته هذا ما ينشر على الاعلام او المسمار المطلوب لتعليق الثوب القذرومن ثم حجة محاربة

الإرهاب الا تلاحظ ان روسيا لم تنفذ طلعاتها الجوية على مناطق تنظيم الدولة ؟ الم تتساءل كيف تحرك التنظيم في صحراء مكشوفة الى تدمر وسهولة السيطرة عليها.

هذه هي الحقيقة المرة.....روسيا صنعت التنظيم بالاتفاق مع النظام وايران وتوسع تنظيم الدولة كان بتخطيط مسبق بينه وبين النظام والهدف تأمين خطوط وآبار الغاز الذي لن تستطيع ان تتخيله حجما ونوعية.

كما طالبت روسيا بحقها في هذا المشروع بناء على بيع النظام لها وبشكل سري قبل الثورة.

المسألة يا اخي وكما أشاع النظام وشبيحته ان الحرب هي حرب غاز منذ بداية الحراك متهمين قطر وتركيا بذلك .

هي حرب غاز اذا صحيح لكن ابطالها النظام وروسيا وأحد أدواتها التنظيم الذين رسموا لها خط سير واضح المعالم .....فادّع تنظيم الدولة موضوع التكفير ذريعة لمقاتلة الشرفاء من المجاهدين الصادقين.

وما تدخل روسيا الا لعجز النظام وادواته عن تحقيق مصالح الغاز لروسيا ، الا تلاحظ ان طائرات الاحتلال الروسي لم تستهدف التنظيم  حتى الآن.

أذهلتني هذه الحقائق المدهشة وأستطيع ان اقول بثقة إن تنظيم الدولة كوكتيل ايراني روسي و عناصر مخابراتية استقطبت بعض أغبياء السنة لاظهار الصفة الاسلامية وهم بعيدون عن الاسلام بعد المشرق عن المغرب.