الجمعة 2017/03/03

لاجئون أكثر من كونهم مهاجرين وصلوا من أميركا إلى كندا هربا من ترامب

مئات الأشخاص وصلوا من الولايات المتحدة الأمريكية إلى كندا خلال الأسابيع الأخيرة، وهم معرضون ليصبحوا "لاجئين أكثر من كونهم مهاجرين"، كما يشرح ذلك جان نيكولا بوز ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة HCR في كندا.

هذا ولقد أرسلت المفوضية العليا بعثة خاصة إلى مركز الحدود في منطقة لاكول – والتي تبعد 70 كم جنوب مونتريال – حيث توجد عائلات بأكملها مع حقائبها وعرباتها لتعبر الحدود بالتنسيق مع شرطة الحدود وقوات الدرك الملكية GRC.

وبغض النظر عن الأرقام الرسمية الأخيرة فقد "كان هناك دائماً ممرات" للمهاجرين غير الشرعيين، والقضية الآن هي "معرفة هل هذه الظاهرة تتزايد بنسب مقبولة أو بنسب كبيرة" هذا ما صرح به جان نيكولا بوز في مقابلة على وكالة فرانس برس AFP.

يضيف أيضاً: "إن هؤلاء الأشخاص هم لاجئون أكثر من كونهم مهاجرين، لأنهم لم يأتوا إلى كندا ليعيشوا حياة أفضل ولكن بكل بساطة لأنهم يخافون من تعرضهم للاضطهاد في بلدهم الأصلي".

وعلى اعتبار أن معايير تقديم طلب لجوء هي شبه متطابقة بين الولايات المتحدة وكندا، وبموجب الاتفاق بين الدولتين والذي يعرف باتفاق: (البلد الثالث الآمن)؛ فإن طالبي اللجوء يجب أن يتقدموا بطلب لجوء في أول بلد دخلوا منه، باستثناء إن لم يكونوا وصلوا خلال إحدى النقاط الحدودية الاعتيادية.

نظام عادل

بسبب المناخ السياسي المعادي للاجئين الذي خلقه المرشح دونالد ترامب في أميركا، فقد اختار الكثيرون العبور إلى كندا بصورة غير نظامية من أجل أن يقدموا هناك طلب اللجوء، "فهؤلاء الأشخاص يخافون أن يجدوا أنفسهم مع الوقت في حالة لا يخضعون فيها لنظام عادل"، على حد تعبير السيد بوز ممثل المفوضية العليا للاجئين في كندا.

ومما زاد الأمر سوءاً ما صرح به الرئيس الأمريكي من نيته في الأسبوع المقبل نشر مرسوم جديد يحل مكان ذلك المرسوم الذي علقته المحكمة الفيدرالية.

لقد وصف السيد بوز الأشخاص الذين تم الاجتماع بهم في الأيام الأخيرة عن طريق وكالة الأمم المتحدة بأنهم: "أشخاص من طبقة متوسطة، متعلمون جيداً، يعرفون تماماً ماذا سيحصل معهم بعد أن جهزوا بشكل جيد لرحلتهم هذه".

بالإضافة إلى ذلك فإن "معظم هؤلاء وصلوا إلى الولايات المتحدة قادمين مباشرة من بلادهم الأصلية لأسباب مختلفة، وعن طريق تأشيرات صالحة للولايات المتحدة".

ينتمي هؤلاء الأشخاص إلى جنسيات مختلفة، فمنهم اليمنيون والسودانيون والسوريون والأتراك، والغالبية كانت عوائل، "وكان لديها أسباب مقنعة لتترك بلادها، مما يجعل فرصتهم قوية في الحصول على اللجوء".

ومن بين طالبي اللجوء، كما يشرح السيد بوز، "أشخاص أعمارهم بين 18 – 35 سنة تم تجنيدهم في بلدهم الأصلي، إلا أنهم لا يرغبون في أن يكونوا ضمن الجيش النظامي ولا ضمن جماعات المعارضة المسلحة".

واقعياً "فإن الذين اعتمدوا على أنفسهم" بفضل "المعلومات المتاحة على الإنترنت، لم يضطروا للاستعانة بأحد المهربين". وفي هذا الخصوص، ودون الحاجة إلى شهادات مباشرة، يذكر السيد بوز أن تكلفة تهريب شخص واحد إلى كندا ربما تصل إلى 5000 دولار.

نعم هناك أصوات في كندا تنادي بتشديد المراقبة على الحدود، إلا أن هذا ينبغي ألا يفاجئنا لأن "مسألة إغلاق الحدود أصبحت متداولة تقريباً في كل مكان، في أوروبا وأميركا الشمالية، وأماكن أخرى".

ومهما كان الوضع "فإن حركة الناس موجودة دائماً، وستظل موجودة دائماً"، كما يرى جان نيكولا بوز، الذي يضيف بأن هذه هي الإجابة الوحيدة دائماً "عندما يكون هناك أشخاص يائسون".