الأحد 2017/03/26

ثورة سوريا … إحنا ما ملينا

ما إن بدأت الثورة السورية في مطلع 2011 ،حتى التف الشعب بكافة أطيافه و فئاته الى الحراك السلمي، الذي كان مختلفا عن جميع الثورات التي شهدها العالم فيما سبق، فقد كانت الحشود الجماهيرية الضخمة التي امتلأت بها ساحات حماة و ديرالزور و حمص و درعا شيئاً عجيباً ، عجزت أي ثورة عن حشد مثيل له ، نتيجة تعطش الشعب السوري لكرامة سلبتهم إياها أفرع النظام الأمنية ، و حرمانهم من حرية لم يذوقوا طعمها منذ استلام حافظ الاسد زمام الحكم في بداية سبيعينات القرن الماضي .

الثورة بدأت بزخم قوي عجزت أمامه الأفرع الأمنية و شبيحة النظام عن إيقاف أمواج المتظاهرين التي كانت تزحف صباح مساء إلى الساحات و نتيجة هذا العجز لجأ النظام الى استخدام أساليب عديدة لإيقاف الحراك ، ظناً منه أن الشعب قد يرجع إلى أحضان الأسد فعمد إلى تشويه صورة الثوار من خلال المسميات التي كان يطلقها هو و إعلامه، ظاناً أنه بهذه الطريقة قد يفرق الصفوف  ويقضي على الثورة، إلا أن الثوار ما زالوا هم نفسهم الثوار الحقيقيين و الذين صاحوا بكلمة الحق في ميادين الحق، وهم الآن  يحاربون قوات النظام و حلفاءها من إيرانيين و لبنانيين و عراقيين، وبنفس الوقت يقاتلون تنظيم الدولة، و ما زالت الجماهير التي خرجت في ساحات الحرية تقف مع أبنائها الثوار الذين يحملون السلاح في مواجهة أصناف الظلم و الطغيان.

فعلى الرغم من تدمير آلة الأسد العسكرية معظم المدن الثائرة ، و من التهجير القسريّ و النزوح ، و قتل ما يزيد على نصفِ مليون سوري و تخلي العالم أجمع عنهم، رغم كل هذا .. لا يزال الشعب السوري يقف مع الثوار المرابطين على جبهات الثورة العديدة ، و هذا ما شاهده العالم و الأسد و الدول التي تدعمه في معركتي حماة و دمشق ، حيث تدفق مئات الشباب و حتى كبار السن ليحملوا السلاح و يدعموا ثوار جوبر في معركة "يا عباد الله اثبُتوا" التي أعادت لثوار دمشق هيبتهم،  بينما قام الأهالي بالتبرع بكل ما يملكون على الرغم أنهم لا يملكون شيئاً ذا قيمة عالية ، لفتح معركتي "و قل اعملوا" و "في سبيل الله نمضي" في ريف حماة،   في رسالة إلى نظام الأسد و داعميه وحتى للمجتمع الدولي/ مفادها أن الشعب ما زال مستمراً بثورته لن يكل أو يمل ، حتى يسقط الأسد و أفرعه الأمنية، و أن السهم إذا انطلق لن يرجع قبل أن يصيب الهدف.