الأثنين 2018/05/28

هآرتس…روسيا تعيد النظر في قرار سحب القوات الإيرانية من الحدود الإسرائيلية السورية ( ترجمة )


المصدر: هآرتس

بقلم: آماوس هاريل

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


تخشى روسيا من أن تؤدي الضربات الإسرائيلية في سوريا إلى تقويض حكم الأسد. تعتقد إسرائيل أن موسكو قد توافق على إبعاد القوات الإيرانية بمسافة 60 كيلومترا عن الحدود الإسرائيلية.

يعتقد القادة العسكريون والسياسيون الإسرائيليون أن روسيا تنوي مناقشة إبعاد القوات الإيرانية والمليشيات الشيعية المتحالفة معها عن الحدود الإسرائيلية السورية، بحسَب ما جاء على لسان أحد المسؤولين الإسرائيليين.

أتى هذا التغيير في الموقف الروسي نتيجة للاشتباكات العسكرية مع الإيرانيين في 10 أيار/ مايو، وذلك بسبب خوف موسكو من أن تؤدي المزيد من التحركات الإسرائيلية في سوريا إلى تهديد استقرار نظام الأسد.

وتبذل موسكو جهوداً حثيثة في محاولة منها لإشراك الولايات المتحدة في اتفاقيات تسهم بتحقيق الاستقرار في سوريا، إذ من المحتمل أن تكون روسيا مستعدة لإبعاد الإيرانيين عن الحدود الإسرائيلية، دون الحاجة إلى إزالة القوات الموالية لإيران من كامل البلاد.

في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أبرمت كل من روسيا والولايات المتحدة، بالتنسيق مع الأردن، اتفاقا يقضي بخفض التوتر في جنوب سوريا، بعد أن تمكن النظام من السيطرة على وسَط البلاد. تسعى إسرائيل إلى إبقاء الإيرانيين والمليشيات الشيعية التابعة لها على مسافة لا تقل عن 60 كيلومتر (أي ما يعادل 37 ميلا) من الحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، شرق طريق دمشق – درعا (أي ما يعادل 70 كيلومترا شرق طريق دمشق – السويداء).

إلا أن القوى الكبرى لم تمتثل للطلب الإسرائيلي، وتم التوصل لاتفاق يقضي بإبعاد الإيرانيين نحو 5 كيلومترات من الخطوط التي تفصل بين النظام والثوار، أي بمسافة تقدر ب 5 إلى 20 كيلومترا عن الحدود الإسرائيلية.

مع ذلك لم يلتزم الإيرانيون بهذا الاتفاق أيضا، حيث شوهد أفراد من الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له بالقرب من الحدود مع إسرائيل بشكل دوري، في الوقت الذي قامت فيه القوات التابعة لنظام الأسد بانتهاك اتفاقات الفصل مع إسرائيل والتي تم تبنّيها عام 1974 من خلال دخول المنطقة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان من حين إلى آخر.

ومن المعروف أن روسيا والولايات المتحدة لم تستأنفا بعدُ محادثات مباشرة حول سوريا، إلا أن الروس أبدوا استعدادهم لإعادة النظر في مواقفهم. وتعتقد إسرائيل أن الظروف الجديدة التي فرضتها الهجمات الأخيرة لسلاح الجو الإسرائيلي، ودعم إدارة ترامب لتحركات إسرائيل، ستدفع بموسكو إلى الموافقة على نقل الإيرانيين إلى الشرق من طريق دمشق - درعا، أي الموافقة على الطلب الإسرائيلي الأساسي.

لقد أصبح الأسد نفسه أقل ابتهاجا بالوجود العسكري الإيراني بسبب التوتر الذي يخلفه هذا الوجود مع إسرائيل. ففي سلسلة جديدة من التوترات بين البلدين دمر سلاح الجو الإسرائيلي في شهري شباط /فبراير ، وأيار/ مايو الماضيين، مجموعة كبيرة من بطاريات الدفاع الجوي السوري كانت قد أطلقت النار على مقاتلات إسرائيلية. ووفقا لتقديرات إسرائيلية مختلفة فقد تم تدمير نصف نظام الدفاع الجوي التابع لنظام الأسد.

وتشير تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية وجود حوالي 2,000 مقاتل إيراني بين ضباط ومستشارين وأعضاء في الحرس الثوري، وحوالي 9,000 مقاتل من المليشيات الشيعية الذين ينتمون إلى أفغانستان وباكستان والعراق، بالإضافة إلى حوالي 7,000 عنصر من "حزب الله" في سوريا. وتعتقد إسرائيل أن الأمريكيين الآن في وضع جيد يسمح لهم بالتوصل إلى اتفاق يتم عبر التنسيق مع الروس في سوريا تحت شعار "بدون إيران وبدون تنظيم الدولة".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في 17 أيار/ مايو الجاري، عقب نهاية لقائه مع الأسد في سوتشي، ضرورة استعجال المباحثات حول مستقبل البلاد وانسحاب القوات جميع القوات الأجنبية من سوريا. وفي اليوم التالي، أوضح مبعوث الرئيس الروسي، ألكسندر لافرينتيف، أن بوتين كان يتحدث عن القوات التابعة لإيران وتحديداً حزب الله والولايات المتحدة وتركيا، مضيفاً أن "الأمر معقد للغاية".

وردت وزارة الخارجية الإيرانية على تصريحات بوتين قائلة إن القوات الإيرانية "ستبقى في سوريا طالما ظل خطر الإرهاب قائماً، وطالما أن النظام بحاجة لمساعدة إيران".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أعلن يوم الأحد، في بداية الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، أن إسرائيل تعمل في سوريا ضد الحشد العسكري الإيراني الموجه ضد إسرائيل، قائلا "نحن نعمل ضد نقل الأسلحة الفتاكة من سوريا إلى لبنان أو تصنيعها في لبنان، والتي ستستهدف إسرائيل، ومن حقنا، دفاعا عن النفس، منع إنتاجها أو نقلها".

يوم الخميس الماضي، أبلغ النظام عن حدوث غارة جوية بالقرب من مطار حمص وسط البلاد، حيث تم ضرب موقع عسكري تابع لحزب الله. وكان قد قال حسن نصر الله في خطاب ألقاه في بيروت أن الهجوم إسرائيلي أُطلق من سماء لبنان.

في الأسبوع الماضي، نشر قائد القوات الجوية الإسرائيلية، أميكام نوركين، صورة لطائرة إسرائيلية من طراز (إف-35) أثناء تحليقها في الأجواء اللبنانية، إذ علّق على الصورة قائلاً إن الطائرة قد شاركت في عمليات سلاح الجوّ الأخيرة في مكانين مختلفين.