الثلاثاء 2018/08/21

الغارديان: بريطانيا على خطا ترامب في وقف دعم السوريين


بقلم: جيسيكا إلغوت

المصدر: الغارديان

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


الحكومة البريطانية تنهي برنامج قوات الشرطة الحرة، في الوقت الذي تقترب فيه قوات الأسد من السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

ستقوم حكومة المملكة المتحدة بإنهاء تمويل مخطط لدعم المعارضة السورية، معتبرة أن عمل هذه البرامج قد أصبح خطرا للغاية في الوقت الذي تواجه فيه آخر معاقل الثوار هجوما وشيكا من قوات الأسد.

من المقرر أن ينتهي تمويل دعم عمليات قوة الشرطة السورية الحرة في سبتمبر / أيلول القادم، حيث أصبح العمل على برامج الوصول إلى العدالة والخدمة المجتمعية صعبا للغاية.

في الوقت الذي سيستمر فيه الدعم الإنساني، فإن قطع التمويل عن برنامج الحوكمة هذا رمزي للغاية، ما يوحي بأن بريطانيا قد تقبلت فكرة هزيمة المعارضة السورية، التي دعمتها منذ الأيام الأولى للحرب التي قامت بها قوات النظام والغارات الجوية الروسية.

وقالت الحكومة البريطانية إنه تم تعليق المخطط بسبب المخاطر العالية، وبيئة الصراع الصعبة التي جعلت العمل على البرنامج صعبا للغاية، حيث إن هناك عدم توازن بين المكاسب التي يمكن تحقيقها والمخاطر المحتملة.

كما صرحت الحكومة البريطانية خلال الأشهر الأخيرة الماضية أن الوضع على الأرض في تلك المناطق قد أصبح أصعب بكثير مما كان عليه.

وبدلا من ذلك، ينصب التركيز في شمال سوريا اليوم على الاحتياجات الأساسية لإنقاذ أرواح السوريين، وتوفير الأدوية والمعدات الطبية والمياه وقنوات الصرف الصحي.

بلغت قيمة المعونات البريطانية في الفترة الممتدة بين عامي 2017 و 2018، نحو 152 مليون جنيه استرليني، تم توجيه ثلث هذا المبلغ إلى إدلب، التي تعد آخر المناطق التي يسيطر عليها الثوار على الحدود التركية.

في الأسبوع الماضي، أعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت عن إنفاق إضافي بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني لتقديم مساعدة طارئة والدعم الطبي للأشخاص الذين فروا إلى إدلب من المناطق التي كان يسيطر عليها الثوار في السابق كشرق حلب.

ونفت وزارة الخارجية ووزارة التنمية الدولية البريطانية أن يكون لهذا القرار علاقة ببرنامج "بانوراما" الذي قامت وكالة "بي بي سي" بعرضه في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

جاء في الوثائقي، الذي قامت بعرضه وكالة "بي بي سي" أن قوات الشرطة، التي كانت تضم العام الماضي حوالي 3300 عنصر معظمهم غير مسلحين في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في محافظات حلب وإدلب ودرعا، تحت سيطرة القوات الجهادية.

بعد عرض هذا البرنامج في كانون الأول/ ديسمبر، علقت وزارة الخارجية برامج "الوصول إلى العدالة وخدمة المجتمعية" الذي كان يعمل منذ أواخر عام 2014، في أعقاب المخاوف التي أثيرت حول الشركة التي تديرها والتي تعرف باسم الشركة البريطانية المتعاقدة " آدم سميث إنترناشونال".

كانت بريطانيا واحدة من بين ست دول تقدم الدعم لقوات الشرطة المحلية والتي تم إنشاؤها بعد الانتفاضة السورية في عام 2011.

ادعى برنامج "بانوراما" أن عناصر الشرطة في محافظة إدلب يتم تعيينهم من قبل "جبهة النصرة".

وأكد مصدر من وزارة التنمية الدولية البريطانية أن قرار إنهاء التمويل لم يعتمد على النتائج التي توصل إليها البرنامج، وأن الوزارة ترفض الادعاءات التي تضمنها الفيلم الوثائقي.

وقال متحدث باسم حكومة المملكة المتحدة: "إن المملكة المتحدة تدعم آلاف السوريين المستضعفين الذين يعيشون في شمال البلاد من خلال مساعدة الأطفال على البقاء في المدرسة وتأمين الوظائف لذويهم. هذا بالإضافة إلى توفير المساعدات الطارئة لإنقاذ حياة الملايين من الأشخاص الضعفاء، في ظل تفاقم الوضع على الأرض في بعض المناطق، قمنا بتقليل الدعم لبعض برامجنا غير الإنسانية، لكننا مستمرون في تقديم الدعم الحيوي لمساعدة أولئك الأكثر احتياجا ولتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد ".

يوم الجمعة الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها قامت بتعليق إرسال 230 مليون دولار (ما يقارب 180 مليون جنيه إسترليني) لتحقيق الاستقرار في المناطق السورية التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة، وأنه تم تعويض هذا المبلغ بنحو 300 مليون دولار كمساهمات إضافية من السعودية والإمارات وغيرها من الدول الحليفة.