الأربعاء 2018/06/20

قصف مواقع للمليشيات الإيرانية في البوكمال.. من الفاعل؟ ومن المستفيد؟

تعرض منزل صدام حسين العلي الجغيفي في قرية الهري بريف البوكمال على الحدود السورية العراقية لقصف جوي بطائرات مسيرة وفق ما أعلنته مواقع تابعة للحشد الطائفي.

هذا المنزل اتخذته مليشيات الأسد الطائفية المتمثلة بحزب الله اللبناني ولوائي "زينبيون وفاطميون" وبعض ألوية الحشد الطائفي العراقي، وقتل وأصيب بهذا القصف أعداد تضاربت الأنباء حولها فمنهم من قال إن أكثر من ثلاثين قتيلا وأربعين جريحا سقطوا بهذا القصف، ومنهم من زاد على ذلك، وقال الحشد الطائفي إن ٢٢ قتيلا سقطوا فيه، متهما التحالف الدولي به، كما أعربتْ وزارةُ الخارجيةِ لدى حكومةِ بغداد عن رفضِها واستنكارِها للعملياتِ الجوية في البوكمال.

التحالف الدولي سارع إلى نفي مسؤوليته عن هذا القصف على لسان المتحدث باسمه الذي قال: إن التحالف لم ينفذ أي غارات على ريف البوكمال، كما قال مسؤولٌ حكوميٌ أميركي بأنَّ الغارة التي استهدفتْ مليشياتٍ مواليةً لنظامِ الأسد قرب البوكمال نفَّذَها سلاح الجوِّ لدى الاحتلالِ الإسرائيلي.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويتِه لقناةِ الحرة الأمريكية إن "هناكَ إصراراً إسرائيلياً على قطعِ الطريقِ التي يرغبُ الإيرانيون في فتحِها من طهرانَ إلى بيروت، ونقلت المحطةُ عن خبير في سلاحِ الجو أن المهمةَ التي نفذتْها الطائراتُ الإسرائيلية صعبةٌ وتحملُ تعقيداتٍ لوجستيةً كبيرة حسب تعبيره.

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد جدّد مطالبته لإيران بالانسحاب من جميع الأراضي السورية، مؤكدا أن تل أبيب ستمنع أي محاولات إيرانية للتموضع عسكريا قرب حدودها، وذهب إلى أبعد من مسألة الحدود وقال إن إسرائيل ستعمل ضد هذا أي تموضع لإيران في جميع أنحاء الأراضي السورية أي داخل العمق السوري ، ولعلَّ هذه الضربة إن صحّت اتهامات التحالف لتل ابيب بالمسؤولية عنها تكون تنفيذاً لتهديدات نتنياهو لإيران في سوريا فقد قال في تصريحات في مستهل جلسة حكومية أمس الأول إنه تحدث خلال نهاية الأسبوع الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول القضايا الإقليمية وتمحورت المحادثات بطبيعة الحال حول سوريا وأضاف أنه أوضح مرة أخرى المبادئ الأساسية التي ترشد إسرائيل حيال الأوضاع في سوريا، مطالباً إيران بالانسحاب من جميع الأراضي السورية.

ولعلّ تلك التصريحات تدلُّ على أن نتنياهو أخذ الضوء الأخضر لضرب كل المواقع التابعة لإيران ومليشيات حزب الله في سوريا، ولم تعلّق روسيا نهائياً على هذه الضربة على غير العادة، فروسيا تعلّق بعد كلِّ قصف يقوم به التحالف وتوجه اتهامات لأمريكا بأنها تقصف قوات النظام ومليشياتها لمساعدة تنظيم الدولة في التغلغل، ولكنّ صمتها على هذه الضربة يوضحُ للمتنبئ بمن قام به، أنها على علمٍ بمن نفذ الضربة التي أطاحت بعشرات العناصر من المليشيات والحشد الطائفي العراقي.

المستفيد الأكبر من هذه الضربات أياً كان منفذها هو الشعب السوري الذي عانى من إيران وميلشياتها، وعلى رأسها مليشيات حزب الله التي أوغلت في دماء السوريين، ويأتي في المرتبة الثانية في الإفادة من هذا القصف تنظيم الدولة الذي يشن على قوات النظام ومليشياتها في البوكمال وريفها هجمات انغماسية معتمداً على سياسة الاستنزاف ضمن معارك الكر والفر، أما من تدور الشكوك حوله بأنه من نفّذ الضربة أي الاحتلال الإسرائيلي ففائدته إن صحّت فتكون في أنه وجّه رسالة لإيران مع أن معظم متابعي الوضع السوري يرون أن إيران لم ولن تشكل خطراً على إسرائيل في يوم من الأيام، وأن المعارك التي تدور بين الطرفين على منصات الإعلام ومن وراء شاشات التلفزة إنما هي مسرحيات تلميع لمحور ما يسمّى بالمقاومة والممانعة من خلال حربه المزعومة ضد إسرائيل من جهة، وإبراز عضلات الاحتلال الإسرائيلي من جهةٍ أخرى وإظهارها على أنها قوة تستطيع الوصول إلى أقصى مكان في سوريا وتستهدف بدقة متناهية منزلاً اتخذته المليشيات الموالية لإيران مقراً لها.