الأحد 2017/06/25

في كل عيد نكسة !

كل عام والأمة العربية والإسلامية من سيء إلى أسوأ، ومن تحت دلف الخيانة إلى مزراب العمالة، كل عيد يأتي علينا يكون حال الأمة العربية أول من أتفقده وترمق عيني المشهد من المحيط إلى الخليج، عسى أن أجد صورة جديدة، ونصراً جديداً كسبته الأمة على صعيد اقتصادي أو تنكنولوجي أو صناعي ، لكنّما عبثاً تحاول.

كانت الآمال معقودة على العباءة الخليجية، أن تكون رائدة في المساهمة بنهوض الأمة العربية بما حباها الله من ثروة ومال، وأن تدفع العالم الإسلامي لتكوين حلف  يلملم شتات الأمة، ويأخذ بيدها نحو جادة التقدم والتطور، إلا أن انتكاسة جديدة مُنيت بها المنطقة، بشق السعودية والإمارات والبحرين عصا "الأخوة" مع قطر بعد محاصرتها وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، منذ 5 حزيران الجاري، واتهامها بدعم وتمويل الإرهاب، الأمر الذي نفته الدوحة ورأت فيه محاولة لفرض الوصاية عليها، وانتهاك سيادتها بحجج رأتها المنظمات الدولية والحقوقية وكثير من الدول العربية والغربية والإقليمية بأنها غير محقة ومجحفة ومخالفة للأعراف الدولية وبعيدة عن الواقع والمنطقية.

لم يغن شهر رمضان وأيامه الفضيلة عن جر الدول المقاطعة لقطر للجلوس داخل خيمة عربية واحدة، وحل الخلاف الذي وصفته الولايات المتحدة بأنه عائلي بامتياز، ما يعني أن مصائب قوم عند قوم فوائد، وأن وراء البحار عيوناً متربصة، ترى في الخلاف العربي وجبة شهية سيطالهم منها نصيب.

ما يثير الاستغراب أكثر أن ما حدث داخل البيت الخليجي، يؤكد أن هناك وكما يقول المثل  الشعبي "قلوباً ملآنة" كشفتها أيام الأزمة الخليجية وعرّت تلك الأنظمة اللاهثة وراء مصالحها الضيقة، ومشيختها الوهمية المصطنعة، وأثبتت كذلك أن لا همَّ لدى حكام تلك الدول سوى المكر والخديعة، وحب الزعامة، وليس السعي وراء إنضاج مجتمعاتها في مجالات العلم والصناعة، بل سعوا وبكل صلافة إلى زج مواطنيهم في أتون حرب لا ناقة لهم بها ولا جمل، بل وجعلهم كذلك وقوداً لهذه الحرب، ومنعهم حتى من التعبير عن رأيهم بما جرى، أو التغريد خارج سرب الحاكم وحاشيته، ونصح حكامهم باسم الدم والقبيلة بأن يعدلوا عن حرب استنزاف دخلوا فيها لن تجلب للمنطقة سوى خطوة إلى الوراء، وصخرة في طريق البناء الحضاري للمجتمعات العربية.