الأثنين 2017/10/09

النفط أفيون الشعوب العربية

معظم الحروب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى اليوم لها علاقة بالنفط، حتى في الحرب العالمية الاولى والثانية، كان النفط عاملا مهما في الحرب، فألمانيا اضطرت لشن حملة عسكرية على روسيا، جزء من الحملة كان للسيطرة على حقول باكو النفطية. حتى الحروب التي لاعلاقة للنفط بها، نجد في نهاية المطاف أن النفط موجود في المعادلة.

عند ارتفاع أسعار النفط نجد أن شركات النفط الغربية والدول النفطية تبدأ ببناء ثروات ثم لاتلبث الدول الصناعية بافراغ هذه الثروات من الدول النفطية بحروب وبصفقات سلاح كبيرة لصالح شركات الاسلحة في دورة متناغمة نكاد نضع لها معادلة رياضية.

لكن مؤخرا، الأمر الوحيد المختلف هو ثبات سعر النفط على معدل 60 دولار للبرميل، والسبب لذلك هو بطئ الاقتصاد العالمي وايجاد طرق لاستخراج النفط الصخري في كندا وأمريكا والذين زاد انتاجهما من النفط الى مايقارب 5 مليون برميل يوميا، مما يعني ان أسعار النفط ستبقى ثابتة لبعض الوقت، كما تحاول السعودية إبقاء أسعار النفط منخفضة كسياسة ضغط على روسيا وايران ولمنع اي استثمارات جديدة في حقول النفط أو طرق استخراجها والذي قد يؤدي لتنافسية أكبر في السوق. لكن ماهو متوقع أن أسعار النفط لن ترتفع خلال السنوات القادمة. ان انخفاض أسعار النفط حقيقة سيؤذي على المدى القريب إيران والبحرين والجزائر وروسيا والعراق وعلى المدى البعيد السعودية والامارات والكويت، حيث أن جميع هذه الدول تعتمد على النفط في انعاش اقتصادها، روسيا مثلا، والتي لاتستطيع التحكم بأسعار النفط، بدأت تعاني من انخفاض أسعار النفط، حيث هبط 2 مليون روسي إلى شريحة الفقراء خلال العام الماضي، كما تتحدث احصائيات عن أن 50% من دخل الفرد الروسي تذهب فقط على الطعام. في الشهر الماضي فقط، تدخلت الحكومة الروسية لانقاذ بنكين كبيرين من الفلاس. وقبلها شركة أورال واغن زافود العسكرية. ويبدو أن الاستقبال الحافل الذي أعده بوتين لملك السعودية هو في الحقيقة استقبال أموال الاستثمارات السعودية في روسيا لانقاذها من الأزمة المالية التي تمر بها، بل أن جزءا من الأموال السعودية ذهبت فورا لصالح مصانع الأسلحة الروسية التي تزود بشار الأسد بالاسلحة والذخائر.

إن بقيت أسعار النفط منخفضة للاعوام القادمة ومع الهدر المتسارع لأموال شعوب الخليج لانقاذ شركات وحكومات امريكا وروسيا، فعلى الأغلب تسير الدول العربية النفطية إلى الهاوية بسيارة فيراري. أن أحد أهم مشاكل الحكومات الفرعونية العربية هي أنها حكومات فاشلة لاتصلح لأن تدير قرية وليس بلد يتزايد عدد سكانه بشكل مضطرد، ولولا وجود النفط لكانت هذه الحكومات ساقطة منذ زمن بعيد، والآن ومع ضعف أسعار النفط وتباطئ الاقتصاد العالمي والأزمات الاقتصادية التي تعصف بمعظم دول العالم، لن يستطع أحد انقاذ أحد، وبالتالي ستفشل الدول العربية النفطية في ابقاء أفواه شعوبها ممتلئة خلال سنوات قليلة قادمة، كما ستفشل ورائها الدول الفاشلة أصلا والتي تعيش على المعونة كالأردن ومصر والبحرين، مما سيؤدي حتما إلى إعادة استيقاظ الشعوب النائمة بسبب الجوع.