الأحد 2017/04/02

الثوار يلجؤون إلى “الكر و الفر و الاستنزاف” ..تكتيكا بديلا عن تحرير المناطق

منذ أن دخلت الثورة السورية نهجها المسلح، و عمد الثوار إلى حمل السلاح لصد جيش النظام الذي كان يعيث فسادا في المدن و البلدات التي يدخلها، كان أسلوب تحرير المناطق من يد النظام هو السائد، و مع سيطرتهم على أراض واسعة من أغلب المحافظات، بل و تحرير محافظات بأكملها كالرقة و إدلب، ظهر مؤخرا أن هذا الأسلوب لم يعد يجدي نفعا بعد حملات التهجير التي انتهجها النظام في الآونة الأخيرة، بعد أن يقوم بتطبيق أسلوب الأرض المحروقة و حصار المدن و تجويعها، وهو ما لم يستطيع الثوار ولن يستطيعوا الوقوف في وجهه أمام دمار البراميل المتفجرة التي تتساقط فوق رؤوسهم و الجوع الذي يحاصر مناطقهم، مع وجود أعداد كبيرة من المدنيين في المناطق المحررة .. ما شكل عامل ضغط على الثوار، ودفعهم إلى الخروج من بعض مناطقهم حفاظا على سلامة أهالي المنطقة.

اليوم و بعد سنين من استخدام استراتيجية التحرير الكامل، و تدمير النظام لأغلب المناطق المحررة، يلجأ الثوار إلى استبدال هذا الاستراتيجية بتكتيك الكر و الفر، و استخدام الخبرات العسكرية التي اكتسبوها بسبب كثرة المعارك التي خاضوها، و هذا ما شاهده الجميع في معركة حماة الأخيرة، حيث استطاعوا تحرير أكثر من 200 كم في غضون 24 ساعة فقط، وسط خسائر قليلة في أرواحهم مقارنة بجميع المعارك السابقة، و بعد تحرير هذا المساحة الشاسعة عمد الثوار إلى التمترس و صد محاولات تقدم النظام لاسترجاعها، لأن من يهاجم سيخسر أرواحا و عتادا أكثر ممن يدافع ، فاستنزفوا قوات النظام ع لى الرغم من تراجعهم في بعض المناطق و لا يزالون يفعلون ذلك يوميا، وهذا التكتيك حدث كذلك في معركة دمشق، حيث تكبدت قوات النظام في أيام قليلة من المعركتين مئات القتلى و الجرحى.

 أما الأسلوب الثاني الذي اتبعه الثوار هو حرب العصابات و الانقضاض على العدو في مناطقه، و هذا ما شهده ريف حمص الشمالي الذي شهد قطع طريق حمص - سلمية أكثر من مرة، بعد عمليات للثوار قتلوا خلالها العديد من قوات النظام و دمروا له آليات كثيرة، كانت متوجهة لمؤازرة جيش الأسد في عدة مناطق، يضاف إلى ذلك العمليات التفجيرية التي قامت بها "هيئة تحرير الشام" في قلب العاصمة، و التي استهدفت تجمع عناصر في منطقة ذات تشديد أمني قوي، و عملية فرعي الأمن العسكري و أمن الدولة في حمص، وأوقعت " الهيئة "في هذه العمليات أكثر من 150 قتيلا من عناصر النظام و الميليشيات الإيرانية و العراقية المساندة لها.