الأربعاء 2017/08/23

“عقيربات” على شفير الموت .. وقوات الأسد تحقق “نصرها” على المدنيين المحاصرين

في مكان ليس ببعيد عن مدينة حماة، أصبح عيش كثير من المدنيين الذين يحملون نفس الهوية  أشبه بالموت الذي باتوا يتجرعونه  بألوانه القاسية، لكن هذه المرة ليس لأنهم معارضون للنظام بل لأنهم أجبروا وحكمتهم ظروف وطبيعة منطقتهم على العيش تحت حكم "تنظيم الدولة" الذي أصبح اليوم محاصراً من أربع جهات في منطقة "عقيربات" إلى الشرق من مدينة حماة بنحو ثمانين كيلو متراً، حيث تدور هناك معارك عنيفة جداً بعد أن قطعت قوات النظام والمليشيات الإيرانية أوصال المنطقة وحاصرتها.

وقال مراسل الجسر أمس الثلاثاء إن الطيران الحربي ارتكب  مجزرة مروعة بحق المدنيين الهاربين من الموت في قرى ناحية عقيربات، حيث قتلت القنابل العنقودية ما يزيد على ستة عشر شخصاً كحصيلة غير نهائية، وسقط الكثير من الجرحى.

هذا وأكد "أحمد الحموي" الناطق باسم مجلس ناحية عقيربات للجسر أن العوائل النازحة كانت قد تجمّعت بمنطقتي "الرويضة وأبو كهف" على أساس وجود مفاوضات جدية لإخراجهم إلى مناطق آمنة،  إلا أن الطائرات الحربية سارعت إلى استهداف تجمعهم بالقنابل العنقودية.

هذا وتحاول  قوات النظام من خلال المعارك هناك  التقدم إلى المنطقة من محاور منطقة "بري شرقي" من الغرب، وأيضاً من محور منطقة "عقارب دكيلة" من جهة الشمال،  ومحور "أثريا طهماز" من جهة الشرق، وتدور معارك عنيفة مع تنظيم الدولة الذي قام أمس بتفجير عربة ملغمة على أحد المحاور، فيما تتحدث المعلومات الشحيحة القادمة من هناك عن تقدم لقوات النظام على حساب التنظيم في تلك المنطقة.

أما عن الوضع الإنساني في منطقة عقيربات فقد  فقال "الحموي":  " أطلقنا نداءات استغاثة عدة تحذر من مجزرة مروعة قد تقع بحق المدنيين إذا لم يحصل تحرك جدي لإخراجهم من هذا الحصار إلى مناطق أكثر أمناً "، ولا تزال المنطقة تعاني من شح في موارد الوقود وصعوبة في تأمين المياه وتدهور الواقع الطبي والوضع الصحي  للمرضى، وعدم توفر الدواء ونقص الكوادر الطبية.