السبت 2018/11/03

سورية تكشف جرائم خطيرة قامت بها قوات الأسد

هو صهريج لا يشبه صهريج "أبو الخيزران" الذي حمل فلسطينيين لتهريبهم إلى الكويت بإرادتهم فماتوا فيه من الاختناق والحرارة اللاهبة داخله دون أن يجرؤوا على دق جدران الخزان كما ورد في رواية "المخدوعون" لـ "غسان كنفاني"، بل هو صهريج كان مخصصا لنقل الوقود فحوّله أحد شبيحة النظام إلى سيارة مغلقة بباب خلفي ومفصلات مهمتها نقل جثث المعتقلين، كما روت لاجئة سورية تعيش في ألمانيا الآن.

ولدت "أم إسراء" -اسم مستعار- في منطقة "تلكلخ" بريف حمص وهاجر والدها إلى دمشق بحكم عمله، واستقر بهم الحال في منطقة "دمر"، وبعد وفاة والدها ترك لها شقيقا عمره 15 عاما وشقيقة 16 عاما، وعملت كممرضة في مشفى "المواساة" لمدة 3 سنوات، و 4 سنوات في مشفى" المجتهد "بدمشق بواسطة من جارة لها تدعى" أم علي "وهي شقيقة ضابط في الأمن العسكري وزوجة مساعد أول في الإسكان العسكري كان يحظى بدعم المسؤولين فيه لدرجة أنه يملك صهريجا يقوم بتعبئته بالماء ليبيعه للعطشى في حرستا وجوبر والكثير من المناطق التي تعاني من شح الماء والكهرباء نتيجة تقنين ساعات ضخ المياه والكهرباء.

وكان الصهريج الذي يقوده أبو علي يهرب المازوت إلى لبنان ويعود منها بجميع أنواع المواد المهربة.

وروى المعارض "محمد الخطيب" لـ "زمان الوصل" نقلا عن "أم إسراء" أنها عاشت مع "أم علي" كصديقتين حميمتين، ولطالما باتت في منزلها مع شقيقتها في أوقات كان أبو علي يغيب فيها عن المنزل لأيام بدعوى مهمات يكلفه بها قائده في العمل .

وأردف المصدر أن "أم علي" أخبرت "أم إسراء" ذات يوم، وهما في طريقهما إلى مشفى "المجتهد" أن أخت "أم إسراء" واسمها "رقية" تعرضت للاغتصاب من "الإرهابيين الإسلاميين" الذين "أطفؤوا السجائر في صدرها واقتطعوا قطعة من لسانها وقطعوا أصابع يدها اليمنى بعد اختطافها في طريق عودتها من المدرسة ".

وتردف "أم إسراء" -كما يروي المصدر- بأن شقيقتها "رقية" عادت من المشفى إلى المنزل فاقدة للنطق ومحطمة لدرجة أنها لم تكن تستطيع النوم بمفردها وتركت المدرسة حتى صارت لا تخرج من غرفتها إلا إلى الحمام.

بعد هذه الحادثة الأليمة التي لم تتبين "أم إسراء" حقيقتها ومن يقف وراءها صارت المدافعة الأولى عن "بشار الأسد" والمهاجمة الأشرس ضد الإسلاميين الذين لم ترهم إلا من خلال ما تقوله أخبار التلفزيون ووسائل إعلام حزب الله وصديقتها "أم علي" قبل ذلك، وعاشت بعد ذلك أياما عصيبة وبخاصة عندما أخبرها الطبيب أن لا أمل من إجراء عمل جراحي لشقيقتها التي تحولت إلى بكماء وفشلت ثلاث عمليات تجميل لصدرها.

وتابع محدثنا نقلا عن "أم إسراء" أنها كانت في منزلها أثناء عطلتها بعد مناوبة طويلة في المشفى فطرقت عليها "أم علي" الباب لتخبرها والدموع تنهمر من عينيها أن شقيق "أم إسراء" الوحيد "ماجد" قتل على يد "الارهابيين الإسلاميين التكفيريين" فأغمي عليها ووجدت نفسها على السرير في بيت صديقتها وبعد أن أفاقت سمعت أبو علي وهو يقول "فاقت قلعيها لبيتها".

لم يمض وقت طويل حين شعرت "أم علي" بـ "صحوة ضمير" وباحت لـ "أم إسراء" بحقيقة ما حصل لأختها وأخيها بعد أن طلبت منها أن تسامحها على خداعها، فشقيقتها "رقية" لم يغتصبها "الإرهابيون الإسلاميون"، بل زوجها أبو علي ومجموعة "النسر"، أما شقيقها "ماجد" الذي كان يعمل مع ميليشيا "الدفاع الوطني" فتم خطفه من قبلهم إلى فرع المخابرات لأنه رفض إطلاق النار على عائلة بعد مداهمة منزلهم في "دف الشوك" فقتلوه ووضعوه في سيارة ملغمة وفجروها في شارع الثورة.

وباحت "أم علي" لصاحبة القصة بأن زوجها اعتاد نقل جثث المتظاهرين والثوار المعتقلين إلى المحارق والأفران الفرنسية المسماة "المانع" وكان كل يوم ينقل أكثر من 500 جثة على دفعات في صهريجه الذي قصه من الخلف وصمم له بابا ومفصلات عند أحد الحدادين، وكشفت " أم علي "أنها رافقت زوجها أكثر من مرة إلى" جبل المانع "قرب" الكسوة "و" خربة الشياب "بريف دمشق، ورأت بأم عينها أفرانا كبيرة لحرق الجثث.

وتروي صاحبة القصة أن "أم علي" تمكنت من الهروب لتعيش مع ابنها في تركيا وانقطعت أخبارها عنها دون أن تعرف مصيرها إن كانت قد قتلت أم تمت إعادتها لزوجها الذي تلوثت يداه بالدماء وارتكب العديد من جرائم القتل والاغتصاب.

وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت نظام الأسد في أيار مايو / 2017 بإقامة محرقة للجثث في أحد سجونه العسكرية للتخلص من رفات آلاف المعتقلين الذين تمت تصفيتهم.

وعرض مساعد وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأوسط "ستيوارت جونز" أمام الصحافيين آنذاك صورا التقطت عبر الأقمار الاصطناعية تظهر ما بدا أنه ثلوج تذوب على سطح المنشأة، مما قد يشير إلى الحرارة المنبعثة من داخلها وقال: "منذ عام 2013، عدل نظام الأسد أحد أبنية مجمع صيدنايا ليصبح قادرا على احتواء ما نعتقد أنه محرقة "، في إشارة إلى السجن العسكري سيئ الصيت الواقع شمال غرب دمشق.