الجمعة 2018/09/07

الخوذ البيضاء”.. ملائكة بشرية تنقذ حياة آلاف السوريين

تواصل فرق الدفاع المدني السورية المعروفة باسم "الخوذ البيضاء" مهمتها في مساعدة الشعب السوري رغم حملات التشويه والتضليل التي يروجها النظام ضدهم، حيث باتوا مثل "الملائكة المنقذة" للمدنيين.

وتأسس الدفاع المدني السوري عام 2013 في سوريا، ويضم أكثر من 3 آلاف مواطن ينتمون إلى مهن مختلفة، وساهم في إنقاذ حياة عشرات آلاف المدنيين من هجمات نظام بشار الأسد وداعميه.

وتقوم الخوذ البيضاء بعمليات البحث والإنقاذ والإسعافات الأولية للمدنيين في مناطق مختلفة من البلاد، وتقديم الخدمات العامة، علاوة على قيام خبرائه بتوعية السكان بخصوص تطهير الألغام والعبوات الناسفة، والمتفجرات اليدوية والقنابل غير المنفجرة.

وحتى اليوم، تمكنت فرق الخوذ البيضاء من إنقاذ ما لا يقل عن 115 ألف مدني من تحت الأنقاض التي تسببت بها هجمات النظام وداعميه الجوية والبرية، فيما فقدت 225 عاملا فيها.

كما تضم ​​الخوذ البيضاء في كيانها 230 متطوعة تلقين تدريبهن في تركيا من قبل جمعية البحث والإنقاذ التركية عام 2013.

ولا تكتفي الخوذ البيضاء بالأنشطة السابقة، إذ تعمل كوادرها على توثيق الهجمات والجرائم التي ينفذها النظام وداعموه، لذا بدأ النظام وداعموه مؤخرا في استهدافها عبر حملات تشويه.

وفي تصريح لوكالة الأناضول، أكد رئيس الخوذ البيضاء "، رائد صالح"، أن هدفهم الوحيد في سوريا يتمثل بالسعي لمساعدة المدنيين، نافيا أن يكون لهم أي ارتباطات مع كيانات عسكرية أو سياسية منذ تأسيسها وحتى اليوم.

وأوضح أن النظام وداعميه بدأوا باستهدافهم جراء توثيقهم بالأدلة لجرائمهم التي ارتكبوها، قائلا إن "النظام وداعميه الذين يخافون من وجودنا في سوريا، بدأوا في إطلاق حملة تشويه ممنهجة عبر وسائل الإعلام تستهدفنا من أجل جعل أدلتنا التي توثق جرائمهم غير موثوقة".

ولفت إلى أنهم لجأوا إلى ربط الخوذ البيضاء مرة بتنظيمات متشددة وأخرى باستخبارات غربية أو دولية، مضيفا: "هذا يثبت عدم امتلاكهم أي دليل ضدنا، وكله بسبب توثيقنا لجرائمهم".

وشدد صالح أنهم بدأوا مشوارهم استنادا إلى الآية الكريمة في القرآن الكريم التي تقول: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، مبينا أنهم جميعا من الشباب السوريين، وفي خدمة الشعب السوري.

وذكر أنهم يواصلون أنشطتهم بشكل مشترك مع المجالس المحلية، قائلا: "نشارك في إصلاح الطرق، وإطفاء الحرائق، وتقديم الخدمات مثل توصيل التيار الكهربائي والمياه، حيث إن جهودنا تلاقي ثناءً من المجتمع الدولي".

وأشار إلى أنهم بدأوا مجددا أنشطتهم في منطقة عفرين شمال حلب بعد تطهيرها من مليشيات "ب ي د"، مؤكدا أنهم يعملون بشكل مشترك مع إدارة الطوارئ والكوارث التركية (آفاد)، والهلال الأحمر التركي.

وتقدم الخوذ البيضاء التي ترشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2016، خدماتها للمدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال سوريا، إضافة إلى منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون.